أعلن مدير مدارس أشبال الأمة لأركان الجيش الوطني الشعبي العميد معزوز بومدين أمس بأنه سيتم قبل نهاية السنة الشروع في إنجاز ثلاث مدارس لأشبال الأمة في كل من ولايات البليدة وباتنة وبشار، تضاف الى تلك التي افتتحت في سبتمبر الماضي بمدينة وهران. وذكر العميد معزوز لدى إشرافه بوهران رفقة نائب قائد الناحية العسكرية الثانية العميد مصطفى اسماعلي على افتتاح فعاليات الأبواب المفتوحة على مدرسة أشبال الأمة بمقر هذه الأخيرة، أن هذه المشاريع تندرج في إطار برنامج واسع لتجسيد مثل هذا النوع من المدارس التي تعد سليلة مدارس أشبال الثورة على مستوى جميع جهات الوطن. وتندرج المدارس الأربع، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أمس عن العميد معزوز، ضمن برنامج وطني شامل يتم تنفيذه على المدى المتوسط يهدف الى إنشاء 01 مدارس لأشبال الأمة تتضمن ثلاث مدارس بنظام تعليمي ثانوي على أن تتكفل السبع المتبقية بالتعليم المتوسط. واستقطبت الأبواب المفتوحة على المدرسة جمهورا كبيرا ومن مختلف الفئات بغرض الاطلاع على الخصائص البيداغوجية والتنظيمية التي تتميز بها هذه المؤسسة لا سيما شروط الالتحاق بها من قبل التلاميذ. وكانت أول مدرسة أشبال الأمة التي جاءت لتعوض مدارس أشبال الثورة التي تم التخلي عنها في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد افتتحت في سبتمبر الماضي، وضمت الدفعة الأولى من الناجحين في المسابقة التي جرت خلال الصائفة قائمة متكونة من 061 طالب كلهم من الذكور. وفتحت مديرية الإدارة والمصالح المشتركة التابعة لوزارة الدفاع مباشرة بعد إعلان نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط العام الماضي مسابقة لإجراء امتحانات الالتحاق بالمدرسة للمتحصلين على معدل 21 من 02 فما فوق. وعليه فإن الدفعة الأولى من أشبال الأمة تشكلت فقط من المتمدرسين الذين لا تتعدى أعمارهم 61 سنة. وكانت وزارة الدفاع الوطني استقبلت الى غاية نهاية فترة تلقي الملفات اكثر من 001 ألف ملف للراغبين في الالتحاق بهذه المدرسة التي تراهن عليها الدولة لتكوين إطارات الجيش الوطني الشعبي ضمن خطة تنفيذ برنامج احترافية الجيش. وسبق للعميد بومدين معزوز مدير مدارس أشبال الأمة ان صرح في حوار لمجلة الجيش في عددها لشهر جويلية الماضي أن قيادة الجيش الوطني الشعبي من خلال إعادة فتح مدارس أشبال الأمة، تتوقع أن تساهم في تحضير النخبة العسكرية للغد وتشكل منبعا لتلبية احتياجات القوات المسلحة من طلبة ضباط، خاصة وأنه بعد الحصول على شهادة البكالوريا، يتم توجيه الطلبة بعد سنة التكوين العسكري القاعدي المشترك بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال إلى مختلف المدارس العليا العسكرية، وذلك في إطار التكوين الأساسي. وأكد نفس المسؤول أن المهام الموكلة لهذه المدارس توفر تعليما في الطور المتوسط أو الطور الثانوي أو الإثنين معا، وكذا تعليما شبه عسكري قاعدي في آن واحد، حيث ونظرا للوصاية المزدوجة لكل من وزارتي الدفاع الوطني والتربية الوطنية على هذه المدارس، ستعتمد هذه الأخيرة نفس برامج وزارة التربية الوطنية بنفس المواد والحجم الزمني، وكذا نفس التوقيت بالنسبة للاختبارات والعطل، كما أن طاقم التعليم سيتكون من معلمين من وزارة التربية الوطنية سيتم إلحاقهم بمدراس أشبال الأمة بمجرد فتحها، كما سيلقن التلاميذ أسس المواطنة ومعنى الواجب وحب الوطن وروح الجماعة، وقيمة الجهد وروح التسامح والانفتاح على العالم. وأكد مدير مدارس أشبال الأمة أن هذه المدارس ستوفر برنامجا ثقافيا ورياضيا متنوعا للتلاميذ، وستخضع لنظام دراسة داخلي، وتصل قدرة استيعاب كل مدرسة إلى 0001 مقعد بيداغوجي للتعليم الثانوي، و008 مقعد للمتوسط، ويستفيد التلميذ خلال فترة التعليم من تكفل تام ومنحة دراسية. وكشف المتحدث أنه سيتم فتح عشر مدارس منها ثلاث ثانويات وسبع متوسطات، موزعة على النواحي العسكرية الست بمعدل مدرسة في كل ناحية عسكرية على الأقل، وهذا بهدف تغطية كامل التراب الوطني وزيادة فرص التحاق الشباب من مختلف نواحي الوطن، ولذلك سيتم فتح مدرستين بالناحية العسكرية الأولى، ثانوية بالبليدة ومتوسطة بالمسيلة، ومدرستين بالناحية العسكرية الثانية، وهما ثانوية بوهران ومتوسطة بتيارت، وكذا مدرسة واحدة بالناحية العسكرية الثالثة وهي عبارة عن متوسطة، ومدرسة بالأغواط بالناحية العسكرية الرابعة وهي عبارة عن متوسطة، وثلاث مدارس بالناحية العسكرية الخامسة، وهي عبارة عن ثانوية بسطيف، ومتوسطة ببجاية، وأخرى بباتنة، إضافة إلى مدرسة واحدة بتمنراست بالناحية العسكرية السادسة وهي عبارة عن متوسطة. وكانت مدارس القليعة وڤالمة ومدارس أخرى يقدر عددها بقرابة عشر مدارس خزانا حقيقيا لمد وحدات الجيش الجزائري بإطارات وضباط ترقوا في سلم المسؤوليات العليا. وكانت البداية بالتكفل بأنباء الشهداء الذين وجدوا أنفسهم دون عائل مباشرة بعد استقلال البلاد، مما جعل السلطات آنذاك تفكر في تأطيرهم في مدارس عسكرية مختصة تضمن لهم التكوين والتأهيل اللازم والمستقبل المضمون. وأهلتها مرجعيتها لأن تكون مقصدا للكثير من التلاميذ بعد ان فضل الأولياء إقحام أبنائهم في مدارس عسكرية بدلا من مدارس التعليم العادية. وبقيت المدارس مرجعا في التكوين العسكري من حيث صرامته ودرجة التأهيل فيه الى غاية اتخاذ الرئيس الشاذلي بن جديد ثمانينات القرن الماضي قرارا بإغلاق تلك المدارس قيل حينها انه قرار جاء بضغط فرنسي. وجاء القرار الذي اتخذه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سنة 8002 بإعادة بعث هذه المدارس من جديد تحت اسم مدرسة أشبال الأمة التي انطلقت الموسم الماضي ب061 طالب جديد في أول تجربة بعد إلغائها لمدة تجاوزت العقدين من الزمن.