حذر خبراء في التغذية والتبريد من أخطار التسممات الغذائية الناجمة عن استهلاك المواد والأغذية التي يتم عرضها للبيع لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، ودعوا إلى ضرورة توسيع التحسيس بمخاطر هذه التسممات ليشمل المستهلك والتاجر والمنتج وأجهزة الرقابة. وكشف الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ورئيس جمعية حماية المستهلك للعاصمة، في هذا السياق، أن 200 طن من اللحوم الحمراء والبيضاء و5 ملايين خبزة تتعرض للشمس يوميا قبل بيعها للمستهلك. وأكد ممثل اتحاد التجار، السيد الحاج الطاهر بولنوار، خلال ندوة صحفية نظمها أمس، بالمركز الثقافي 11 ديسمبر ببلدية بلوزداد بالتنسيق مع جمعية حماية وإرشاد المستهلك لولاية الجزائر، خصصت للتحسيس بمخاطر التسممات الغذائية والوقاية منها، أن هذه الكمية من اللحوم الحمراء والبيضاء تباع بالشارع معرضة للغبار في الأسواق الفوضوية أو المذابح غير القانونية بعيدا عن أعين الرقابة البيطرية، بالإضافة إلى عدم احترام سلسلة الحفظ والتبريد والتخزين، حيث تكون المواد المجمدة لمدة طويلة أكثر عرضة للفساد. وتحدث الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين عن العوامل المؤدية إلى تزايد حالات التسمم الغذائي رغم عمليات التحسيس المتكررة، موجها أصابع الاتهام إلى الأسواق الفوضوية التي تعد أهم القنوات لمرور المواد الغذائية الفاسدة بنسبة 80%، يقابلها ضعف عملية الرقابة للجماعات المحلية المتمثلة في مديريات الصحة والوقاية ومكاتب الصحة والنظافة بالبلديات التي يبقى دورها غائبا تماما رغم أهميته باعتبارها الخلايا الجوارية التي تحتك أولا بالمواطن. كما أبرز رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، مخاطر التسممات على صحة المستهلك والتي تأخذ غالبا شكل حالات مرضية أو تؤدي إلى الوفاة، مشيرا إلى أنه في السنة الفارطة تم تسجيل حوالي 5 آلاف حالة تسمم من بينها حالة وفاة واحدة. وشرح الأخصائي في علم التجميد، الدكتور والباحث أحمد تشيكو، كيفية حفظ المواد الغذائية المجمدة، مشيرا إلى أهمية التفريق بين التبريد والتجميد. وأكد أن الطريقة الأولى هي الأنسب للحفظ كونها تحافظ على القيمة الغذائية للمواد المحفوظة في حين أن التجميد يفقدها الكثير. وأوضح في ذات السياق أنه على المستهلك اقتناء جهاز مقياس الحرارة لمعرفة مدى فعالية أجهزة التبريد أو اقتناء الأجهزة المزودة به لأنها الأحسن، خاصة في فصل الصيف لتزامنه مع شهر رمضان وفصل الصيف، حيث يزداد خطر الإصابة بالتسممات الغذائية. بعض المستوردين اختصوا في استيراد المواد المقلدة بمختلف أنواعها بما فيها الأغذية والأدوية ما يشكل خطرا كبيرا على سلامة وصحة المستهلك كما هو الحال كذلك بالنسبة للمواد سريعة التلف مثل مشتقات الحليب والبيض وغيرها التي اتهم بشأنها ممثلو جمعيات حماية المستهلكين بعض المنتجين بتواطئهم مع تجار موازين وتزويدهم بكمية كبيرة من هذه المنتجات الحساسة، التي تتطلب شروطا محددة لحفظها، لتسوق في الشوارع والأسواق الموازية. وشدد المتدخلون في الندوة، من خبراء ومتعاملين وتجار، بالمناسبة، على أهمية تحسيس كل الفاعلين الاقتصاديين للحد من الظاهرة التي تزداد مع فصل صيف وبالتحديد أجهزة رقابة التجار والمستهلك، لأن الوقاية من التسممات الغذائية مسؤولية الجميع.