تشهد كل ولايات الوطن حملات تحسيسية وقوافل توعوية هدفها الرئيس تنبيه المواطنين لخطورة استهلاك مواد غذائية دون التأكد من صلاحيتها، وكذا حث التجار وأصحاب المطاعم وحتى منظمي الأعراس على الحفظ الجيّد والسليم للمواد سيما اللحوم والحلويات. وتكثر مثل هذه العمليات في فصل الصيف نظرا لارتفاع حرارة الجو من جهة، وإهمال قواعد النظافة والصحة من جهة أخرى، وهو ما يقف وراء حدوث أغلب حالات التسمم التي يزداد عددها في الصيف. انطلقت منذ أواخر شهر جوان الماضي قوافل تحسيسية ضد التسممات الغذائية حاملة شعار ''صيف بدون تسممات''. وتعدّ هذه القوافل المتنقلة عبر ولايات الوطن خطوة إضافية لمختلف الملتقيات المنظمة حول نفس الموضوع، وتعمل على ترسيخ فكرة الحذر والانتباه حفاظا على الصحة. وهذا في السياق، شكل الموضوع محور يوم إعلامي تحسيسي حول ''الجودة في قطاع الخدمات'' تمّ خلاله استعراض مختلف الشروط التي يجب أن تلتزم بها المؤسسات الخاصة بتقديم خدمات للمصطافين. وهدف هذا اليوم الدراسي الذي نظمته المديرية الجهوية للتجارة للغرب والمديرية الولائية للتجارة إلى تحسيس المستهلك وقطاع الخدمات بمخاطر التسممات الغذائية الناجمة عن عدم احترام شروط النظافة وحفظ المواد الغذائية في المؤسسات الخدماتية ذات الصلة بالتغذية العامة كالفنادق والمطاعم والأماكن. وقد أكّد المدير الولائي للتجارة على أهمية إعلام وتحسيس المواطنين بتنامي خطورة التسممات خلال فصل الصيف المتميّز بالحرارة والناجمة عن تناول مأكولات فاسدة وغير صحية، مشيراً إلى إمكانية تفادي هذه الأخطار بسهولة. وبإمكان المواطنين تفادي التسممات -حسبه- بالامتناع عن شراء المواد السريعة التلف المعروضة خارج وسائل التبريد كاللحوم والحليب ومشتقاته والبيض والمرطبات والمنتوجات المجهولة الهوية واللحوم التي لا تحمل ختم البيطري وكذا المواد الغذائية المعبأة في أكياس بلاستيكية. من جهتها، أشارت المفتشة الرئيسية بالمديرية الجهوية للتجارة السيدة بوبكر سناء إلى أن التسممات في وسط المؤسسات الخدماتية ''ترجع أساسا إلى نقص النظافة في الجسم واللباس بالنسبة للعاملين في هذا الوسط''، إضافة إلى ''عدم احترام قواعد النظافة بالمطابخ وكذا الآلات التي تستعمل في صنع الطعام داخل هذه المؤسسات''. كما ذكرت أنه تمّ خلال سنة 2010 على مستوى المديرية الجهوية للتجارة تسجيل 21 تسمما بالمؤسسات الخدماتية أصيب خلالها 445 شخصا بتسممات متفاوتة الخطورة. وبالمناسبة، تمّ إعطاء إشارة انطلاق القافلة التحسيسية للوقاية من التسممات الغذائية بولايات الغرب التي تنظمها وزارة التجارة، والتي ستجوب مختلف ولايات الغرب الساحلية لمدة أسبوع يتم خلالها توعية المواطن بخطر استهلاك مواد غذائية سريعة التلف وحمله على تفادي اقتناء المواد المعرضة لأشعة الشمس التي تباع في الطرقات وعلى الأرصفة. كما سيتم توزيع ملصقات ومنشورات حول أخطار التسممات الغذائية التي تكثر خلال فصل الصيف بفعل الحرارة في الأعراس والأفراح العائلية وبالمخيمات الصيفية والمطاعم الجماعية. وبمعسكر، انطلقت قافلة مماثلة تجوب كل مناطق الولاية وسيتم موازاة مع تجوال القافلة تنظيم أبواب مفتوحة تشرف عليها مديرية التجارة بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة ''بني شقران'' والجماعات المحلية وكذا عدة تظاهرات ونشاطات منها تنظيم معارض لمنتجات استهلاكية مطابقة لقوانين التجارة وأخرى غير مطابقة لتعريف الجمهور بمخاطر استهلاك المواد الفاسدة. كما يتضمن البرنامج حصصا إذاعية وموائد مستديرة لتحسيس المستهلك من مخاطر المواد الفاسدة وغير المطابقة للشروط المعمول بها في الإنتاج والتسويق، إلى جانب مسابقات أحسن محل يخص المطاعم والقصابات ومحلات بيع الحلويات والمرطبات وأحسن طبق محلي للحلويات التقليدية والكسكسي. وكان زير التجارة السيد مصطفى بن بادة قد أكّد على وضع وشيك لعديد الآليات التنظيمية التي ستعمل على تفعيل الرقابة وقمع الغش وتنظيم السوق تتمثل أساسا في إنجاز مرتقب ل18 مخبرا ببعض الولايات وإنشاء مرتقب لوكالة جزائرية للوقاية من أخطار الاستهلاك وهي المبادرة التي تسعى الوزارة من خلالها إلى تكفل أحسن بحماية المستهلك من خلال نشاطها التنظيمي والرقابي والضبطي، حيث ستعمل فضلا عن ذلك على نشر ثقافة الاستهلاك وترجمة سياسة الدولة في مجال التطوّع لحماية المستهلك. كما أعدّت الوزارة برنامج الشبكة المعلوماتية للإنذار المبكر بأخطار ناجمة عن استهلاك كل المواد، حيث يتولى هذا البرنامج إبلاغ السلطات العمومية بوجود خطر ما قد ينتج عن استهلاك مادة ما ليتم التدخل فوريا لسحبها من السوق واتخاذ التدابير اللازمة ضد عارضيها، فضلاً عن إنجاز أول دليل جزائري لحماية المستهلك، وتعزيز ثقافة الاستهلاك من خلال احتوائه على معلومات توجه المستهلك بشكل سليم سواء في الاستهلاك أو إخطار الجهات المعنية حال اكتشاف منتوج مقلّد أو غير مطابق أو انتهت مدة صلاحيته.