سيشرع بداية من سنة 2014، في إنجاز مجمع "عملاق" للصناعات البتروكيميائة في الجزائر بشراكة أجنبية، حسبما أكده أمس الأحد بقالمة مسؤول بشركة سوناطراك. ومن شأن هذا المشروع أن يحدث "قفزة نوعية" في الجزائر في مجال علم وصناعة المواد الكيميائية المشتقة من البترول، حسبما أضاف السيد جمعي عبد الحفيظ، مدير المنطقة الصناعية لسكيكدة، مشيرا إلى أن ذات المنطقة الصناعية هي التي ستحتضن هذا المركب العملاق. وأضاف قائلا على هامش إشرافه بدار الشباب العلمية صالح بوبنيدر، على افتتاح فعاليات القافلة المتنقلة للتعريف بشركة سوناطراك، بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيسها سنة 1963، بأن كل الدراسات والمشاورات الخاصة بهذا المشروع الهام سيتم الانتهاء منها قبل نهاية 2013، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يضم 20 وحدة إنتاج فرعية. وأوضح السيد جمعي، بأن هذا المجمع يكتسي أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة، مشيرا إلى أنه سيمكن من توفير العديد من المواد والمنتجات التي كانت تستوردها الجزائر من الخارج، كتلك التي تستعمل في صناعة الورق وبعض المنتجات الصيدلانية أو الأصبغة. كما سيسهم هذا الفضاء الكبير في استحداث ما يقارب 1000 منصب عمل، سيستفيد منه الباحثون عن فرص التشغيل من مختلف ولايات البلاد لاسيما الشرقية منها، حسبما أشار إليه نفس المصدر، موضحا بأن اختيار المنطقة الصناعية لسكيكدة لاحتضان هذا المشروع، جاء لكون الوحدات الموجودة بها حاليا بمقدورها توفير كل المواد الأولية اللازمة التي يحتاجها المجمع الجديد. من جهة أخرى، ذكر نفس المسؤول في كلمته الافتتاحية لانطلاق فعاليات القافلة المتنقلة لسوناطراك، التي ستتواصل على مدار 5 أيام بقالمة، بأن مؤسسة سوناطراك عرفت منذ إنشائها تحديات كبيرة، لتصبح بعد 50 سنة أول شركة إفريقية وأكبر منتج ومصدر للبترول والغاز في العالم، بعدما عززت مكانتها في مجال إنتاج وتسويق المحروقات ومشتقاتها. كما تضمن المعرض المفتوح للجمهور العريض الذي تشرف على أجنحته إطارات من مختلف فروع سوناطراك قدموا من سكيكدة وحاسي مسعود وحاسي الرمل والجزائر العاصمة، عدة ملصقات حول مهام ونشاطات الشركة والسلسلة الكاملة لنشاط المحروقات في الجزائر من المنبع إلى المصب، مرورا بالنقل بواسطة القنوات والتسويق وبقية النشاطات الأخرى. نفس التظاهرة شهدتها عنابة، حيث تضمن المعرض المقام بالمناسبة الذي حضرت حفل افتتاحه سلطات الولاية بمركز الترفيه العلمي للشباب بوسط المدينة، أجنحة تعرف بنشاطات مجمع سوناطراك، والتي تخص الاستكشاف والاستغلال ونقل المنتجات البترولية والغازية وكذا تسويقها. وإلى جانب أنشطتها الاقتصادية، يعرف المعرض الذي حمل شعار"50 سنة في خدمة التنمية الوطنية" بالأولويات التي حددتها شركة سوناطراك، باعتبارها القلب النابض للاقتصاد الوطني لكسب رهانات التنمية المستدامة والمندمجة. وخصص المعرض في هذا الإطار جناحا يعرف بإستراتيجية هذه الشركة لضمان أمن تجهيزاتها ومنشآتها البترولية وحفظ صحة وسلامة عمالها، بالإضافة إلى برنامجها البيئي وإسهاماتها في المحافظة على سلامة المحيط وحماية الثروات الطبيعية المحمية. وخلال معاينتهم مختلف أجنحة المعرض، طرح الزوار أسئلة تمحورت حول الرهانات الكبرى التي كسبتها الشركة الجزائرية للبترول والغاز (سوناطراك) على مستويات تأميم المحروقات، وجزأرة تأطير هذه الشركة المصنفة عالميا كرابع مصدر عالمي للغاز الطبيعي المميع، وثالث مصدر عالمي لغاز البترول المميع، حسبما ورد في الشروح المقدمة بعين المكان. كما أبدى زوار المعرض اهتماما بأداء هذه الشركة على الصعيد الاجتماعي والمتمثلة في تشغيل 50 ألف عامل من بينهم 7 آلاف عاملة وفتح سنويا 2500 منصب شغل. وتنتج شركة سوناطراك التي توفر 97 بالمائة من مداخيل البلاد من العملة الصعبة، 1,4 مليون برميل يوميا من البترول و52 مليون متر مكعب من الغاز سنويا، وتتوفر على شبكة بطول 18200 كيلومتر من القنوات لنقل المحروقات.