تتجه أنظار متتبعي الشأن الرياضي في بلادنا هذه الأيام، صوب مدينة مرسين التركية، محطة تنظيم الدورة السابعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط. والمعروف عن فرقنا المشاركة في هذا الموعد المتوسطي أنها مشكَّلة في غالبيتها من رياضيين شبان ليست لهم تجربة دولية كبيرة، بل إن الكثيرين منهم يخوضون لأول مرة منافسة خارج الوطن. ويجدر بنا التساؤل في هذا الشأن عما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذه المشاركة: هل البحث عن كسب التجربة أم الجري وراء جني الميداليات؟ وإذا سلّمنا بالطرح الأول فذلك يُعد شيئا منطقيا مادُمنا توصلنا إلى امتلاك خزان حقيقي من الشباب يصلح لبناء، في المستقبل القريب، النخبة الرياضية التي يمكن لنا الاعتماد عليها في المواعيد الدولية الرياضية الكبرى، مثلما أكد وزير الشباب والرياضة نفسه قبل تنقّل وفدنا الرياضي إلى مدينة مرسين. أما إذا اخترنا الطرح الثاني فإن خيبتنا قد تكون كبيرة في ظل تراجع مستوى الفروع الرياضية التي كنا نعلق عليها في الماضي كل آمالنا في مثل هذه المواعيد، منها بشكل خاص الملاكمة والجيدو والكاراتي والمصارعة المشتركة وألعاب القوى، وبدرجة أقل الكرة الطائرة وكرة السلة، فقد تعجز هذه الفروع عن تحقيق نتائج في المستوى المطلوب في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لقلة تحضيراتها، التي عرفت كثيرا من التذبذب بسبب تزامنها مع فترة تجديد الهيئات الرياضية، حيث لم يسع لهذه الأخيرة الوقت الكافي للتكفل باستعدادات رياضيّيها. ونعتقد اليوم أن الرياضة الجزائرية بمختلف تخصصاتها، وصلت إلى مفترق الطرق، ولا بد من اختيار السياسة التي يجب اتباعها في المستقبل القريب عوض البحث عن النتائج الفورية التي لم نجن منها أي شيء، فلم يعد هناك أمام رياضتنا أي عائق للعودة من جديد إلى الساحة الدولية في ظل تواجد الكم الكبير من المنشآت الرياضية الكبيرة والمتوسطة، التي ستجنّب رياضيّينا الذهاب إلى الخارج من أجل التحضير.