الطبعة ال 17 من الألعاب المتوسطية تنطلق غدا مرسين التركية عروس البحر الأبيض المتوسط تعطى يوم غد الخميس بمدينة مرسين التركية إشارة انطلاق الطبعة ال 17 من دورة الألعاب المتوسطية بمشاركة جميع الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، وتدوم البطولة إلى غاية ال 30 جوان الجاري. بعد مرور 42 سنة على استضافتها للألعاب المتوسطية بمدينة أزمير سنة 1971 تجدّد تركيا العهد مع العرس المتوسطي الذي ستعيش على وقعه في الفترة الممتدّة من 20 إلى 30 جوان الجاري مدينة مرسين (جنوب-شرق تركيا) المستضيفة لفعاليات الطبعة ال 17 من المنافسة التي ستنشّط من قِبل 3500 رياضي ورياضية يمثّلون 24 دولة ويتنافسون في 26 اختصاصا رياضيا. التحدّي التركي فتركيا التي تحدّت حتى نفسها شهر مارس من سنة 2011 عندما جهرت بقدرتها على خلافة اليونان التي سحب منها حقّ تنظيم دورة 2013، تحرص كلّ الحرص على توظيف هذا الموعد المتوسطي لتحقيق عدة أهداف. ولأن الموعد تنافسي فإن الهدف الأوّل يبقى رياضيا في المقام الأوّل من خلال سعي تركيا إلى تحسين موقعها بين الدول المتوسطية الرّائدة في هذه الألعاب، وبالتالي وضع حدّ لسيطرة الثلاثي إيطاليا، فرنسا وإسبانيا الدائم على المنافسة. هدف تركيا المركز الرّابع في الترتيب العام تركيا المعتادة على احتلال المركز الرّابع في الترتيب العام تريد استغلال إقامة الدورة فوق أرضها للصعود إلى منصة التتويج وإحراز على الأقل المركز الثالث في مهمّة لا تبدو سهلة المنال. ورغم صعوبة المهمّة إلاّ إن تركيا التي سجّلت في السنوات الأخيرة استفاقة كبيرة رياضيا، تبني آمالا كبيرة على رياضييها، خاصّة في الاختصاصات الفردية مثل رفع الأثقال والملاكمة، بالإضافة إلى الرياضات الجماعية مثل كرة السلّة والكرة الطائرة. 200 مليون أورو لتحضير العرس المتوسطي استثمرت تركيا قرابة ال 200 مليون أورو للتحضير للعرس المتوسطي الذي يبدو التحدّي والاجتهاد فيه واضحين بالنّظر إلى أن القائمين على الموعد المتوسطي حضّروا 54 موقعا رياضيا، منها 11 موقعا جديدا في فترة لا تتعدّى 18 شهرا. مدينة مرسين جاهزة لاحتضان العرس المتوسطي تحسّبا للحدث باتت مدينة مرسين (6ر1 نسمة) المطلّة على البحر الأبيض المتوسط والواقعة جنوب-شرق تركيا، جاهزة لاحتضان المنافسة المتوسطية التي تنظّم كلّ أربع سنوات منذ الطبعة الأولى التي أقيمت في مدينة الإسكندرية المصرية سنة 1951. ويحتضن ملعب مرسين (فلامبو نوف) الذي يتّسع ل 25 ألف مقعد، الحفل الافتتاحي والختامي للألعاب، علما بأن المدينة تتربّع على مساحة 16 ألف كيلومتر مربّع وتعيش مرحلة ازدهار واضحة. وعلى الصعيد التنظيمي تعتزم المدينة التي ستكون في فترة معيّنة عاصمة حوض البحر الأبيض المتوسط -بلا منازع- النّجاح في هذا التحدّي الذي شرعت في الإعداد له منذ سنتين فقط، خاصّة وأن موعدا رياضيا ضخما مثل هذا يحتاج إلى فترة لا تقلّ عن ستّ سنوات لإعدداه. فإنهاء المدينة لاستعداداتها يعدّ في حدّ ذاته نجاحا بالنّسبة للمدينة التركية التي انتهت من وضع آخر الرّتوشات قبل استقبال وفود الدول ال 24 المشاركة. الجزائر تشارك بأكثر من 170 رياضي دورة مرسين لمحو خيبة بيسكارة 2009 تشارك الجزائر في هذه الطبعة ب 170 رياضي سيسعون إلى محو الذكريات المخيّبة لسنة 2009 ببيسكارة (إيطاليا)، حيث ظهر ممثّلو الجزائر بوجه شاحب وهذا باكتفائهم بحصيلة هزيلة من 17 ميدالية، منها ذهبيتان فقط، بواسطة العدّاء عنتر زرق العين (في سباق ال 1500 متر) والملاكم حماني رشيد في وزن 75 كلغ، في الوقت الذي اكتفى فيه زملاؤهم في البعثة الجزائرية بثلاث فضّيات و12 ميدالية برونزية. الجزائر ممثّلة في 16 اختصاصا المشاركة الجزائرية ستقتصر على 16 اختصاصا، وهي: ألعاب القوى، الكرة الحديدية، الملاكمة، الدرّاجات، الجمباز، رفع الأثقال، كرة اليد، كرة السلّة، الكرة الطائرة، الجيدو، الكراتي، السباحة، الملاحة الشراعية، التجذيف، المصارعة، الرّماية والرّمي بالقوس. الفوج الأوّل تنقّل أمس تنقّل الفوج الأوّل من البعثة الجزائرية المشكّلة من 250 شخص أمس الثلاثاء إلى تركيا، فيما سيتنقّل الفوج الثاني يوم 24 من نفس الشهر. وكان رئيس الوفد للألعاب المتوسطية أحمد شيباركة قد صرّح بأن (عملية تحضير المشاركة الجزائرية في الألعاب المتوسطية بدأت يوم 16 مارس المنصرم بتنصيب لجنة التحضير الأولمبية). ويراقب ألعاب البحر الأبيض المتوسط اللّجنة الدولية الأولمبية والمجلس الدولي للألعاب المتوسطية. ويعرف الموعد مشاركة 4000 رياضي من 24 بلدا في 32 اختصاصا مدرجة في برنامج منافسات الألعاب، بالإضافة إلى رياضة ذوي الاحتياجات الخاصّة. وتتكفّل شركة الخطوط الجوّية الجزائرية بنقل الوفدين المذكورين وهذا عقب الاتّفاقية المبرمة مع اللّجنة الأولمبية الجزائرية. رئيس اللّجنة الأولمبية الجزائرية يتحفّظ بخصوص عدد الميداليات الذهبية أبدى السيّد بيراف (تحفّظاته) بخصوص عدد الميداليات التي تتوقّع الاتحاديات الجزائرية إحرازها في مرسين، مشيرا إلى أن (هذه المسألة خاصّة بالاتحاديات التي قدّمت تعهّداتها لوزارة الشباب والرياضة. اللّجنة الأولمبية الجزائرية تتكفّل بمتابعة الحركة الرياضية من أجل تمثيل أحسن خلال موعد مرسين). الجزائر تراهن على الرياضات الفردية تبقى حظوظ العناصر الوطنية مبنية أكثر على الرياضات الفردية مثل الملاكمة والجيدو والكرة الحديدية والمصارعة وألعاب القوى وبدرجة أقل الكاراتي. وبالمقابل، ستكون المهمّة عسيرة جدّا في الرياضات الجماعية (كرة السلّة والكرة الطائرة وكرة اليد) بالنّظر إلى المستوى العالمي الذي تتمتّع به تشكيلات الحوض المتوسطي. فقد اعتاد رياضو الملاكمة، الجيدو وألعاب القوى على إهداء الجزائر ميداليات، فمثلا في الفنّ النبيل ستكون التشكيلة الوطنية ممثّلة ب 10 ملاكمين في جميع الأوزان ويوجد منهم من شارك في الألعاب المتوسطية ببسيكارة، على غرار حامل العلم الوطني في أولمبياد لندن 2012 بن شبلة عبد الحفيظ (81 كلغ). وهو نفس الهدف الذي يسعى إليه المصارعون الجزائريون، حيث أبانوا عن عزيمة كبيرة للعودة بحصيد وفير عكس نتائج بيسكارة التي كانت خمس ميداليات برونزية. وفي ألعاب القوى لن تكون المهمّة سهلة للرياضيين الجزائريين أمام منافسين مرموقين لبلدان متوسطية أخرى، سيّما الإيطاليين، الفرنسيين أو أشقّائهم المغربيين. مهمّة عسيرة في الرياضات الجماعية ستكون المهمّة عسيرة جدّا في الرياضات الجماعية (كرة السلّة والكرة الطائرة وكرة اليد) بالنّظر إلى المستوى العالمي الذي تتمتّع به تشكيلات الحوض المتوسطي. في كلمة ألقاها أمام الرياضيين المشاركين دعا وزير الشباب والرياضة السيّد محمد تهمي أوّل أمس الرياضيين الجزائريين المشاركين في منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط إلى (تشريف الألوان الوطنية وتحقيق نتائج جيّدة). وصرّح السيّد تهمي في كلمة ألقاها بجنان الميثاق أمام الرياضيين المشاركين في منافسات مرسين: (الرياضيون مطالبون بتشريف الجزائر من النّاحية الرياضية وأيضا من النّاحية الأخلاقية والانضباط. أنا متأكّد من ن الرياضيين الجزائريين سيبذلون قصارى جهودهم لتحقيق نتائج طيّبة في الألعاب المتوسطية). وأبدى الوزير اِرتياحه لمتوسط أعمار الرياضيين الجزائريين المشاركين في الألعاب المتوسطية-2013، والتي لا تتجاوز 24 سنة)، مضيفا: (نحن راضون على متوسط أعمار غالبية رياضيينا، فهذا يدلّ على أن سياسة التشبيب المنتهجة بدأت تعطي ثمارها). واعتبر السيّد محمد تهمي أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط تشكّل موعدا مُهمّا للرياضيين الجزائريين لمقارعة نظرائهم الكبار وفرصة أيضا لاكتساب الخبرة تحسّبا للمواعيد الدولية المقبلة، وقال: (الرياضيون الجزائريون سيجنون الكثير من الخبرة عبر مشاركتهم في موعد مرسين واحتكاكهم بالمستوى المرموق واكتشافه في الميدان، وهو أيضا موعد تحضيري للمواعيد الرياضية المقبلة). تعدّ أصغر رياضية جزائرية في الدورة اختيار لمياء حميش لحمل العلم الوطني في حفل الافتتاح ستحمل الرياضية في اختصاص الألواح الشراعية لمياء حميش راية الوفد الجزائري خلال حفل افتتاح الألعاب. وتعدّ حميش أصغر رياضية ضمن الوفد الجزائري المشارك في الألعاب ب 171 رياضي في 17 لعبة، حيث تبلغ من العمر 17 سنة فقط، علما بأنها بطلة إفريقية في 2010 في اختبار الليزر 4.7. وتشارك هذه الرياضية في اختصاص لازير راديال في موعد مرسين رفقة مواطنتها إيمان شريف صحراوي، ثلاث مرّات بطلة إفريقية في 2008 و2009 و2010 في اختصاص المتفائل. وصرّحت حميش ل (وأج) خلال الحفل الذي نظّم أوّل أمس الاثنين بإقامة (جنان الميثاق) على شرف الرياضيين الجزائريين عشية سفرهم إلى تركيا قائلة: (فخورة جدّا بتعييني لحمل العلم الجزائري، وهذا أمر يشرّفني ويشرّف زملائي، وكذا الرياضة الشراعية). وإلى جانب الشقيقتين لمياء وإيمان حميش، ستكون رياضة الشراع ممثّلة بكلّ من محمد بن وعلي (19 سنة) بطل إفريقي مرّتين، وإدريس بوحدة (25 سنة) نائب بطل إفريقي وثلاث مرّات بطل عربي، ويشارك هذان الرياضيان في اختصاص لازير ستاندار.