تعزّز سلاح الإشارة أمس، بالمدرسة العليا للإشارة بالقليعة (غرب العاصمة) ب12 دفعة عسكرية لطلبة ضباط وضباط صف ومتعاقدين وطلبة ضباط عاملين تضم مختلف التخصصات التي يضمنها هذا السّلاح الهام، الذي يعد عصب التنظيم العسكري الحديث، أشرف على مراسمها المدير المركزي للإشارة بوزارة الدفاع الوطني، اللواء عبد القادر لشخم، بحضور قائد المدرسة والسلطات العسكرية والمدنية وألوية وعمداء وضباط وعائلات الطلبة الأوائل المتفوقين في الدفعات. وشملت هذه الدفعات المتخرجة التي حملت اسم الشهيد البطل "محمد قلوزة" كلا من الدفعة الرابعة والعشربن لضباط دورة القيادة والأركان حرب إلكترونية، والدفعة الخامسة والستون لضباط دورة الاتقان مواصلات عسكرية، والدفعة الثانية عشرة لضباط دورة الاتقان - حرب إلكترونية إلى جانب الدفعة الثامنة عشرة لضباط دورة التطبيق مواصلات عسكرية، والدفعة التاسعة لضباط دورة التطبيق حرب إلكترونية والدفعة الثانية لدروس التخصص "راديو" والدفعة الثانية لدروس التخصص "أنظمة الإعلام والقيادة" والدفعة الثانية لدروس التخصص "تحويل". كما يضاف إلى ذلك الدفعة الأولى من دروس التخصص "إشارة" والدفعة الأولى من دروس التخصص "اتصال" والدفعة الثالثة من الطلبة الضباط العاملين حملة شهادة الليسانس (نظام أل أم دي) في تخصص الإلكترونيك والإعلام الآلي. كما شهدت السنة الدراسية العسكرية 2012/2013 تخرّج أول دفعة من التكوين التخصّصي في الاتصال لفائدة 19 طالب ضابط عامل تابعين لمديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لوزارة الدفاع الوطني، إضافة لتخرّج أول دفعة من دروس التخصص في الإشارة.وبعد تفتيش المدير المركزي للإشارة لمربعات الدفعات المتخرجة وتقديمهم التحية العسكرية، أبرز قائد المدرسة العليا لسلاح الإشارة العميد فريد بجغيط الأشواط الكبيرة التي قطعها تخصّص الإشارة في منظومة الجيش الوطني الشعبي، ودوره الكبير في الرفع من القدرات الفردية والتقنية العالية في إدارة المعارك والحروب، معتبرا أن الإشارة تعد القلب النابض والعصب الحيوي في المعركة. وأشاد العميد بجغيط في كلمة له، بالمستوى العالي الذي بلغه هذا التخصص الهام في منظومة التكوين العسكرية، بفضل استراتيجية التكوين المتخصص المجسّدة من القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، في إطار تنفيذ مخطّط الاتصال العام للمؤسسة العسكرية الرامي إلى إرساء قاعدة تكوين عسكرية تستجيب للمستجدات الإقليمية والدولية.وأكد بالمناسبة، أن مجال التكوين يحظى اليوم بمكانة رائدة في الجيوش الحديثة، حيث يعتبر من الانشغالات الدائمة بالنسبة للقيادة العليا للجيش، موضحا أن التكوين المتخصص في العلوم العسكرية يعد فرصة سانحة للمتربص للتعرف أكثر على مستجدات التقنيات العلمية النظرية والتطبيقية، بما سيمكنه بعد التخرج من القيام بالمهام المنوطة به بنوعية وفعالية عالية والعمل على قاعدة علمية متينة متجدّدة ومستحدثة. وأشار قائد المدرسة للإمكانيات المادية والتقنية المسخّرة من قبل المديرية المركزية للإشارة من أجل الرفع من المستوى النوعي للتكوين، موضحا أن المديرية قامت خلال هذه السنة بإنجاز مقلد عصري للحرب الإلكترونية من الجيل البيداغوجي الجديد، وهو موجه أساسا لطلبة هذا التخصص الحسّاس مع تعزيز الإمكانيات المتوفرة بالمدرسة بمخابر علمية جد متكورة، بهدف التحسين المتواصل لظروف تكوين المتربصين وضمان السير الحسن لمختلف أطواره والاهتمام البالغ بجوانب الإيواء والمعيشة والوسائل والإمكانيات الرياضية والترفيهية. كما حيّا في الأخير، الجهود المضنية التي بذلها الطلبة المتخرجون في مسيرتهم التكوينية بالمدرسة، حاثا إياهم على ضرورة تحمّل مسؤولياتهم كاملة في تجسيد معارفهم والعلوم التي تلقوها خلال التكوين في الميدان، كما دعا المتخرجون إلى ضرورة الالتزام بأداء مهامهم بكل احترافية لمواصلة بناء جيش وطني شعبي احترافي وفعّال. وبعد ذلك، تم تقليد الأوسمة والرتب للطلبة الأوائل المتفوقين في الدفعات المتخرجة وتسمية دفعة السنة التكوينية 2012/2013 باسم الشهيد البطل محمد قلوزة من مواليد 14 جويلية 1938 بالأغواط (الولاية التاريخية السادسة)، والذي بدأ نضاله الثوري سنة 1959 كفدائي بالمدينة، والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني وشارك في عدة معارك، أبلى فيها بلاء حسنا منها (معركة الرميلية غرب بلدية سيدي مخلوف بتاريخ 24 جويلية 1959، تحت قيادة الضابط الشهيد بن عيسى، قبل أن يسقط في ميدان الشرف سنة 1960 بجبل الأزرق بنواحي سيدي مخلوف بولاية الأغواط. واختتم حفل التخرج بتنظيم استعراضات عسكرية لمختلف التشكيلات والتخصصات، إلى جانب تنظيم معرض قدّمت خلاله الحصيلة السنوية لنشاطات المدرسة في مختلف التخصصات التكوينية على غرار الاتصالات والتراسل وإدارة الحروب الإلكترونية والمواصلات العسكرية. كما كرّم المدير المركزي للإشارة، اللواء عبد القادر لشخم، عائلة الشهيد قلوزة بهدايا رمزية وصورة تذكارية للمدرسة، عرفانا لما قدمه البطل في خدمة الثورة المسلحة.