طلبت منال جازية تيار رئيسة قسم حفظ وترميم المجموعات المتحفية بالمتحف العمومي الوطني البحري، ضرورة تثمين وحماية التراث البحري الجزائري من خلال إجراء بحوث ميدانية وتقنية متخصصة، والقيام بعملية جرد تخص هذا التراث إضافة إلى وضع قانون خاص به. وأضافت منال جازية تيار في محاضرتها «حماية وتثمين التراث الثقافي البحري» في إطار تظاهرة «التراث الثقافي البحري، ذاكرة وتاريخ» التي يحتضنها قصر رياس البحر (20 جوان - 6 جويلية)، أن التراث البحري جزء لا يتجزأ من التراث الوطني، وعنصر مهم من الهوية الوطنية، مشيرة إلى أنه يتشكل من عناصر تمس التراث غير المادي وأخرى تُعنى بالتراث المادي. واعتبرت المتحدثة أن أجزاء من اليابسة تدخل تحت لواء التراث البحري مثل الموانئ، إضافة إلى كل الفنون والثقافات التي تتناول البحر. بالمقابل، أشارت منال إلى أهمية إجراء بحوث علمية تخص هذا التراث وكذا تنظيم معارض تعرّف به إضافة إلى تحفيز المواطنين والجمعيات على الاهتمام به. وتحدثت منال عن مشاريع المتحف العمومي الوطني البحري وجارية التفعيل، من بينها جرد التراث البحري في عدة مناطق من البلد، مثل الجزائر العاصمة، تيبازة، بومرداس، جيجل، مستغانم، تلمسان، بجاية وكذا توثيق التراث البحري. من جهتها، تناولت جميلة جلال محافظة التراث الثقافي بالمتحف العمومي الوطني البحري، مسألة استغلال مخازن خير الدين بربروس من طرف المستعمر الفرنسي، في محاضرة نشّطتها أمس بقصر رياس البحر، وقالت إن قوة أسطول البحر الجزائري برزت في حكم القوات العثمانية، مضيفة أن لبنة هذا الأسطول نشأت باسترجاع خير الدين بربروس لصخرة البنيون في 23 ماي 1529، حيث قام بربط الجزر المحيطة بقلعة البنيون معتمدا على حجارة هذه الأخيرة وحجارة جلبها من تيمفونسيت وتيبازة. وأضافت جميلة أن السفن كانت ترسو على رصيف خير الدين. أما عن مخازن خير الدين فأشارت المتحدثة إلى وجود مشروع ترميمها لكي تحتضن مقر المتحف العمومي الوطني البحري، لتنتقل في حديثها إلى تأسيس هذه المخازن بأمر من الداي علي باشا سنة 1814؛ بغية حفظ المؤونة؛ من زيت وقمح وزبدة (احتياط الجيش) وعتاد السفن. وأضافت جميلة أن الاستعمار الفرنسي وبهدف طمس الهوية الجزائرية، قام بتغييرات في المخازن التي تتكون من قسمين(الشمالي الشرقي والجنوب الغربي)، من بينها إضافة نوافذ ووضع أفران ومداخن. بالمقابل، كشفت المحاضرة عن ترميمات تمس القبو لكي يتحول إلى مقر للمتحف العمومي الوطني الجزائري. للإشارة، تستمر هذه التظاهرة المُنظمّة في إطار خمسينية استقلال الجزائر، بتنظيم محاضرات ومعارض مثل معرض حول تنوع التراث الثقافي البحري الوطني، ومعرض حول التراث الحي والمرتبط بمهنة وحرفة الصيد البحري ومحاضرات حول تنوع التراث البحري.