يفتتح اليوم بقصر رياس البحر بالعاصمة، المعرض الخاص بتثمين التراث الثقافي البحري ذاكرة وتاريخ”، الذي ينظمه المتحف العمومي الوطني البحري تحت إشراف من وزارة الثقافة، في إطار تخليد احتفالات خمسينة الاستقلال، بهدف الكشف عن بعد متميز يعكس الامتداد التاريخي والعمق المتجذر للكيان الوطني، بمشاركة باحثين ومتخصصين في المجال من مختلف المعاهد والمؤسسات الثقافية الجزائرية. سطرّ القائمون على هذا المعرض الذي يدوم إلى غاية ال6 من شهر جويلية الداخل، برنامجا ثريا ومنوعا يقدم صورة للتراث البحري الجزائري الذي وان حصرته البيئة والجغرافيا إلا أنّ يبق رقما مهما في المعادلة التكاملية لصورة التراث الثقافي الجزائر بصفة عامة تعززه مخلفات الحضارة بشواهدها وبإبداعات أفرادها، وكذا بما سيق من أحداث مفصلية عرفتها سواحل الجزائر على مرّ القرون. حيث تنظم في هذا الإطار عديد المعارض الثقافية أهمها معرض حول التراث الثقافي البحري الوطني، ومعرض حول التراث الحيّ والمرتبط بمهنة وحرفة الصيد البحري، وكذا معرض أخر عن التكوين في مجال علم البحار، كما تعرف التظاهرة مشاركة خارج قطاع الثقافة على حضور النادي الهاوي للغوص ”إكواريوم”، ”كابكاكسين” وحرفيين، إلى جانب ما ينظمه المركز الوطني للأرشيف بمعرضه الخاص عن أهم الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر والدول الأوروبية خلال القرنين ال16 وال18 عشر. بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من المحاضرات والندوات من طرف ثلة من المختصين والفاعلين في المجال أبرزها ما تقدمه رئيسة قسم حفظ المجموعات المتحفية منال جازية تيار عن حماية وتثمين التراث الثقافي البحري في اليوم الثالث من الحدث، كما تقدّم جميلة جلال محافظة التراث الثقافي حول استغلال مخازن خير الدين من طرف الاستعمار الفرنسي، ومن جهته يحاضر يوسف سعيداني ملحق بالحفظ عن الملاحة القديمة في الحوض الغربي المتوسط، بينما نجيب بن عودة فسيتطرق إلى السفن بالجزائر بين الصناعة والتاريخ من القرن 16 إلى القرن18، إلى جانب عدة محاضرات أخرى مهمة ستنشط حول عدة محاور على غرار الدور التوعوي للمؤسسات المتحفية في الوسط المدرسي، تاريخ علمك الآثار والمعرفة، المأثورات الشعبية ودور التربية المتحفية، وكذا دور سلاح المدفعية في صدّ الحملات المسيحية عن مدينة الجزائر وغيرها.