أشرف المدير المركزي للعتاد بوزارة الدفاع الوطني، اللواء علي عكروم أمس، بالمدرسة العليا للعتاد بالحراش، على تخرّج 08 دفعات عسكرية للطلبة الضباط وضباط الصف المتعاقدين والعاملين في مختلف التخصصات والشعب العلمية والتقنية التابعة لسلاح العتاد، بحضور قائد المدرسة وألوية وعمداء وعائلات المتخرجين. وبعد تفتيشه للدفعات المتخرجة –التي حملت اسم الشهيد البطل عريف محمد المدعو جعفر رابح- وتقديمه التحية العسكرية للمربعات العسكرية التي ضمّت مختلف التشكيلات والفصائل، تابع اللواء عكروم مراسم تحية العلم وأداء القسَم، وسط أجواء تنظيمية جد محكمة. ويتعلق الأمر بالدفعة التاسعة والعشرين لدروة القيادة والأركان، والدفعة الثانية والستين لدورة الاتقان والدفعة الخامسة عشرة لدورة التطبيق والدفعة الخامسة للطلبة الضباط تكوين خاص والدفعة الأربعين للأهلية العسكرية المهنية درجة ثانية والدفعة الخامسة والسبعين للأهلية العسكرية المهنية درجة أولى، ويضاف إلى ذلك، الدفعة الثالثة نظام (أل أم دي) ليسانس ماستر دكتوراه وأخيرا الدفعة الأربعين لضباط الصف المتعاقدين (الشهادة العسكرية المهنية درجة ثانية). وشهدت هذه السنة ولأول مرة، تكوين 08 ضباط لمديرية الحماية المدنية في دورة الاتقان اختصاص ميكانيك عربات مدولبة والتموين بالمواد المادية. وفي هذا الإطار، أكد قائد المدرسة العليا للعتاد، العميد حمادي بن عيسى، أنّ تخرج هذه الدفعات التي تلقت تكوينا عسكريا وتقنيا ولوجيستيا عاليا، لأكبر دليل على السّعي الحثيث والجاد والمتواصل للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، للرفع من مستوى التكوين وتحسين نوعيته بما يتماشى والتطورات التكنولوجية الحاصلة في مختلف المجالات العسكرية عبر العالم. وأوضح العميد بن عيسى، أن هذا المسعى الهام يترجم تطلعات المؤسسة العسكرية لمواكبة التطورات الراهنة في المجالات العلمية والتقنية لكسب أحدث التكنولوجيات، مذكّرا في السياق، بشتى التجهيزات والوسائل البيداغوجية التي وفّرتها المدرسة خلال السنة الدراسية 2012 /2013، على غرار التجهيزات الرقمية الحديثة بمركز التمرّن (تكتيك لوجستيكي) لمتربصي دورة القيادة والأركان ومخبر الوقود ذي الجودة العالية للطلبة الضباط العاملين. كما أضاف، أن كل هذه التجهيزات الهامة ما هي إلا دليل على عصرنة الهياكل البيداغوجية، مما جعل المدرسة قطبا علميا بامتياز في تكوين قيادات وإطارات اللوجستيك والصيانة. وحيا قائد المدرسة الدفعات المتخرجة، حاثا أفرادها إلى ضرورة تحلّيهم بروح المسؤولية والأمانة وأن يكونوا قدوة لمرؤوسيهم بالالتزام بالقوانين والنظم اقتداء بشهداء وأبطال ثورة التحرير المجيدة. وهنأ الطلبة الفائزين الأوائل في دفعاتهم متمنيا لهم مسيرة مهنية مليئة بالنجاحات. وبعد تسليم واستلام العلم بين الدفعات المتخرجة والجديدة، تم تكريم الطلبة الضباط وضباط الصف المتعاقدين والعاملين المتفوقين الأوائل في دورات القيادة والأركان والاتقان والتطبيق، إلى جانب تقليد الرتب لضابطين من دولتي موريتانيا وجمهورية الصحراء الغربية. وسميت الدفعات المذكورة باسم الشهيد البطل عريف محمد، المدعو جعفر رابح من مواليد 25 جانفي 1934 ببلدية فيليكس فور سابقا (بلدية سي مصطفى حاليا) ترعرع وسط عائة محافظة شريفة تشبعت بالروح الوطنية والتضحية، التحق الشهيد بصفوف جيش التحرير الوطني بعد اندلاع الثورة المسلحة أواخر سنة 1954 بناحية غمراسة برج منايل ولاية بومرداس، ثم انتقل إلى ناحية بالسترو سابقا (الأخضرية حاليا). وتدرّج الرجل في الرتب والمسؤوليات العسكرية والسياسية، وذلك نظرا لحنكته وخبرته حتى وصل إلى رتبة مرشح، حيث عيّن عضو الناحية الأولى بالمنطقة الأولى الولاية الرابعة. كما شارك في عدة معارك واشتباكات وكمائن ضد العدو، وكانت آخر معركة له سنة 1958 مع فوج من إخوانه المجاهدين بقرية تالة مهدي ببلدية عمال دائرة الثنية، حيث سقط شهيدا في ميدان الشرف عام 1958.