يشرع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم غد، في جولة إفريقية تدوم إلى غاية الثالث جويلية القادم، يستهلها بالعاصمة السنيغالية داكار ثم جنوب إفريقيا ويختمها بالعاصمة التانزانية. ولسوء حظ الرئيس الأمريكي المنحدر من أصول إفريقية كينية، فإن جولته الثانية إلى القارة الإفريقية منذ توليه مقاليد السلطة في الولاياتالمتحدة سنة 2008، تزامنت والمرض المفاجئ الذي أصاب الرئيس الإفريقي الرمز نيلسون مانديلا، الذي أدخل قبل أسبوعين العناية المركزة بسبب التهاب حاد في قصباته التنفسية. وأكد متتبعون، أن الوضع الصحي للرئيس مانديلا سينعكس دون شك على زيارة الرئيس أوباما إلى جنوب إفريقيا وكل إفريقيا، على اعتبار أن الرئيس الأمريكي كان ينتظر مثل هذه الجولة لاستعادة الدور الأمريكي في قارة عذراء، ازدادت القناعة لدى الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، أنها سقطت بين أيدي المنافس الصيني الذي استحوذ على أكبر الصفقات الاقتصادية في دولها. وقال الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما، إن زيارة أوباما ستتم في موعدها رغم مرض نيلسون مانديلا الذي كان مبرمجا أن يلتقي به الرئيس أوباما، وزيارة سجن روبن ايسلاند الذي قضى فيه 20 عاما في زنزانة انفرادية في عهد نظام الابارتيد العنصري. وقال زوما، إن الزيارة تكتسي أهمية خاصة، على اعتبار أن الولاياتالمتحدة تبقى أكبر مستثمر في مجال السياحة والصناعة التكنولوجية في جنوب إفريقيا. واستثنى الرئيس الأمريكي في جولته دولة كينيا، مسقط رأس والده، وهو ما خلف استياء وسط الشعب الكيني الذي عبر عن رغبته في رؤية رئيس أكبر دولة في العالم منحدر من أصول كينية يطأ أرض أجداده. ويبدو أن ملاحقة الرئيس الكيني الحالي اوهيري كينياتا من طرف محكمة الجنايات الدولية، هي التي جعلت الرئيس الأمريكي لا يدرج أرض أجداده ضمن جولته الإفريقية. واقتنع البيت الأبيض الأمريكي، بأن الوقت قد حان أمام الرئيس أوباما للقيام بهذه الجولة الإفريقية، من منطلق أن غيابه عن القارة خيب آمال الأفارقة، في وقت أدارت الكثير من العواصم الإفريقية وجهتها باتجاه الصين، التي وجدوا فيها الملاذ للحصول على استثمارات تخرج مجتمعاتها من الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها. ويبدو أن الحكومة الأمريكية اقتنعت بحتمية زيادة النمو الاقتصادي والاستثمارات والمبادلات التجارية، وتدعيم الهيئات الديمقراطية والاستثمار في جيل جديد من الزعماء الأفارقة. وقال بن رودس، مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن “ الولاياتالمتحدة تبقى القوة الأعظم في العالم، إلا في قارة واحدة لا يعني شيئا ويتعين علينا التواجد في إفريقيا”، مؤكدا أن دولل مثل الصين وتركيا والبرازيل، كثفت تواجدها في القارة بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة. يذكر، أن الصين تحولت إلى أول متعامل اقتصادي مع دول إفريقيا منذ سنة 2009، بعد أن استثمرت ما يفوق 75 مليار دولار في القارة ما بين سنتي 2000 و2011، بما يعادل خمس ما تم استثماره من طرف الدول المتقدمة في دول القارة.