نظّمت أمس مديرية النشر بالمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، لقاء بمكتبة “الراشدية” بالعاصمة، جمع الأسرة الإعلامية وأسماء أدبية وثقافية جزائرية. واعتُبر اللقاء تقليداً تَسنّه المؤسسة، لخلق فضاء من التواصل بينها وبين المبدعين، وفيما بين المبدعين أنفسهم. افتتحت اللقاءَ السيدة سميرة ڤبلي مديرة النشر بالمؤسسة، التي تسلّمت المنصب حديثا؛ في محاولة منها لخلق تقاليد تواصل مع الأسرة الإعلامية، وفتح فرص اللقاء والاحتكاك مع أجيال وأطياف مختلفة من المؤلفين والكتّاب. وفي كلمته الترحيبية، أكد الأستاذ أحمد بوسنة المدير العام ل«أناب”، أن اللقاء يهدف إلى خلق علاقة مميزة بين الكتاب والإعلام، مشيرا إلى أنه سيكون من تقاليد المؤسسة مع التمني بأن يعمَّ باقي دُور النشر الوطنية. من جهة أخرى، أكدت السيدة ڤبلي أنها تعمدت تنظيم اللقاء بمكتبة “الراشدية” (التابعة للمؤسسة)، لإعطاء اللقاء روحاً ورمزية؛ فلا مكان أحسن حسبها من المكتبة، مضيفة أن اللقاء ترقيةٌ لكل ما له علاقة بالهوية الوطنية والتاريخ والإبداع، كما أنه التفاتة بسيطة لكل هؤلاء الذين رفعوا اسم الجزائر عاليا، سواء في الداخل أو في المحافل الدولية. وبالمناسبة أيضا، تم تكريم الزميل الصحفي حميد عبد القادر من يومية “الخبر”، الذي وُصف بعميد الصحفيين المتخصصين في الشأن الثقافي (25 سنة في الميدان)، وكذا الصحفي عثمان لحياني (الخبر) الفائز مؤخرا بجائزة الصحافة العربية بدبي، والإعلامي والمبدع إسماعيل يبرير الحائز على جائزة الطيب صالح الأدبية في السودان، والإعلامي والأديب يوسف بعلوج الحائز على جائزة الإبداع العربي بالشارقة. كما أعلنت السيدة ڤبلي أن المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، ستتكفل بطبع أعمال الفائزين في جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب لدورة 2013. لقاء أمس جمع العديد من المبدعين الذين توالى بعضهم على المنصة، منهم الأديبة زهور ونيسي، التي عبّرت عن أملها في غد جزائري مشرق، يوقّعه جيل المبدعين؛ من مؤلفين وإعلاميين، كما ثمّنت مساعي المؤسسة العريقة في مجال النشر منذ الاستقلال، وطلبت من مسؤوليها استحداث ندوة أدبية تشبه ناديا يجمع المثقفين، والتفتت إلى السيدة ڤبلي هامِسةً: “لا شكَّ أنك ستشجّعين الكتابة النسوية”. الدكتور أمين الزاوي من جهته اعتبر اللقاء خطوة أولى لجمع المثقفين والإعلاميين من أجيال مختلفة هي بحاجة إلى لمّ الشمل. وقال الزاوي: “عوَّدَتنا مؤسسة النشر والإشهار على طرح المحاور الهامة والمواضيع المتنوعة وعلى العمل الثقافي الجاد. ولا شك أن مجيئ الشاعرة ڤبلي سيعطي نفَسا كبيرا للمؤسسة وللنشر وللتسويق والدعاية؛ كي لا تبقى الكتب على الرفوف، بل ستتحدث مباشرة للقارئ والجمهور”. الأستاذ عز الدين ميهوبي رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، اعتبر في تدخّله هذه المبادرة قِيمةً مضافة للحركة الثقافية، وطالب بإنشاء منتدى للمثقفين، مؤكدا على تعزيز وترويج المنتوج الثقافي. من جهته، عبّر الدكتور مصطفى الشريف عن وفائه لهذه المؤسسة، التي طُبع فيها 5 من كتبه، كما استغل المناسبة لطرح مشكل غياب فضاءات النقاش بين المثقفين، الذين هم قادرون على تقديم رؤاهم وإعطاء الحلول الوسطية في هذا البلد. وتناول الأستاذ محمد ساري إشكالية الاعتراف بالجهد الإبداعي، التي هي شبه غائبة عندنا، فرغم توفر دُور النشر يفضّل مبدعونا الطباعة في باريس وبيروت والقاهرة؛ بحثاً عن التثمين لأعمالهم، كما دعا إلى تعزيز الفعل الترجمي (الترجمة)؛ لأنها سلاح للدخول إلى العولمة والعصرنة، طارحا مشروع الترجمة على مديرة النشر السيدة ڤبلي. بعدها انطلقت التكريمات لكل من حميد عبد القادر، عثمان لحياني، إسماعيل يبرير ويوسف بعلوج، الذين ثمّنوا كلهم المبادرة وتمنّوا لها الاستمرارية، مصرّين على مواصلة الفعل الإبداعي، كلٌّ في مجاله لتحريك المشهد الثقافي عندنا.