شرعت بعثة الأممالمتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما" أمس، في مهمة إحلال الأمن والاستقرار في مالي الذي يتخبط في أزمة متعددة الجوانب من توتر أمني وانهيار لمؤسسات الدولة وهشاشة الاقتصاد. وستكون أولى مهام البعثة، ضمان الأمن في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في 28 من الشهر الجاري، وأقرّ الرئيس المالي الانتقالي بأنها لن تكون كاملة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد الخارجة لتوّها من حرب مع تنظيمات إرهابية. وقال برت كواندورس، ممثل الأممالمتحدة في مالي، أثناء مراسم تسليم القوة الإفريقية المهمة لنظيراتها الأممية، إن "مهمتنا هي تأمين المدن الكبرى في الشمال وحماية المدنيين وحقوقهم، ولكن أيضا الوساطة السياسية"، في إشارة إلى المساعي الرامية إلى إحلال المصالحة بين مختلف مكونات الشعب المالي. وحضر المراسم وزير الدفاع المالي ياموسى كمارا ووزير الخارجية تييمي هوربرت كوليبالي، إلى جانب هيرفي لادسوس رئيس عمليات حفظ السلام الأممية وبيير بويويا ممثل الاتحاد الإفريقي في مالي، والرئيس السابق للقوة الإفريقية لحفظ السلام المعروفة اختصارا باسم "ميسما". وانضم حوالي ستة آلاف جندي إفريقي الموجودين في مالي إلى قوة السلام الجديدة، والتي بدأت عملها بعد أن أعطى مجلس الأمن الدولي مؤخرا الضوء الأخضر لنشر هذه الوحدات في مالي، اعتبارا من أمس. وستضم هذه القوة التي يقودها الجنرال الرواندي جان بوسكو كازورا 12 ألفا و600 رجل من عسكريين وشرطيين مزودين بمروحيات قتالية وآليات نقل، وتتولى مهمة ضمان الأمن في مالي وخصوصا في الشمال الشاسع الذي يشكل ثلثي البلاد.ويمكن لهذه القوة الاعتماد لبعض الوقت على خدمات 3200 جندي فرنسي مازالوا منتشرين في مالي، لكن باريس أكدت أن هذا العدد سيتم خفضه تدريجيا ليصل إلى حوالي ألف جندي مع نهاية العام الجاري. وكانت فرنسا قد قادت عملية عسكرية في 11 جانفي الماضي، أطلقت عليها اسم "سيرفال" بطلب من السلطات المالية الانتقالية، تمكنت خلالها من طرد الجماعات المسلحة التي اتخذت من شمال مالي معقلا لها. ورغم تمكّن الجيش المالي بدعم من القوات الإفريقية المنضوية تحت لواء "الميسما" من فرض سيطرته على غالبية مناطق الشمال، إلا أن الوضع الأمني لا يزال متوترا في ظل تنفيذ المقاتلين لعمليات انتحارية وهجمات مسلحة بين الفترة والأخرى. وهو ما يطرح التساؤل حول قدرة القوات الأممية من أداء المهمة التي أوكلت لها في حفظ الأمن والسلم في هذا البلد الإفريقي، خاصة وأن الرئيس السنغالي ماكي سال الذي تنشر بلاده 800 جندي في مالي، اعترف بضعف الإمكانات والتدريب لدى القوات الإفريقية التي تشكل غالبية القوة الأممية. وقال "نحن الأفارقة يجب أن نتولى الأمر... ، ولأجل ذلك يجب أن نؤمن مزيدا من التدريب لقواتنا الدفاعية والأمنية ومزيدا من التجهيزات".