اعتبر جيرارد كوندرس الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في مالي، أن الوضع في هذا البلد في تحسن، ولكنه يبقى هشا بما يفرض جهودا تشاورية لمواجهة كافة التحديات التي تشهدها كل دول منطقة الساحل. وجاءت تصريحات المسؤول الأممي في مداخلة أمام أعضاء مجلس الأمن، الذين عقدوا جلسة نقاش خُصص لبحث الأوضاع في دولة مالي، تبنوا خلالها قرارا بنشر قوات بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في شمال مالي، المعروفة اختصارا باسم "مينوسما" في الفاتح من الشهر القادم، وهي القوة التي أكد بشأنها هيرفي لادسوس الأمين الأممي المساعد المكلف بعمليات حفظ السلم، بأنها ستصبح "ثالث أكبر بعثة أممية لحفظ السلم من حيث الحجم" في الخارج. وقال إن هذه البعثة ستنشط في إطار "قواعد التزام قوية"، وستلعب من جهة أخرى "دورا محوريا" في استقرار مالي وحماية السكان المهدَّدين باللاأمن في شمال هذا البلد. وأضاف أن الالتزام السياسي مع الأطراف المالية قصد ترقية الحوار والمصالحة بين الجاليات، سيبقى "أهم التزام بالنسبة لنا". وستحل قوات "مينوسما" الدولية التي سيبلغ قوامها 12600 عسكري محل قوات الاتحاد الإفريقي "ميسما"، وأوكلت لها مهمة إرساء الاستقرار في المدن الكبرى بشمال مالي وتشجيع المرحلة الانتقالية في باماكو، خاصة عبر تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية جويلية المقبل. من جهة أخرى، أكد جيرارد كوندرس الممثل الخاص للأمين العام الأممي في مالي، أن للوضع في هذا البلد "انعكاسات واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي"، مشيرا في هذا السياق إلى أن أي معالجة فعالة للتحديات التي تطرحها منطقة الساحل، تتطلب الوقت وتفرض جهودا تشاورية ودعما على المدى الطويل. كما ألح المسؤول الأممي على ضرورة تسوية الأسباب العميقة للمشاكل التي يتخبط فيها مالي، على غرار "سوء الحكامة والفساد وشعور الجيل الجديد بالإقصاء السياسي والفقر وغياب الإصلاح في قطاع الأمن"، وقاده ذلك إلى الترحيب بالاتفاق المبرم مؤخرا بين الحكومة الانتقالية المالية ومجموعات مسلحة في منطقة الشمال، خاصة الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى من أجل وحدة أزواد، واعتبره "مرحلة أولى هامة نحو استعادة النظام المؤسساتي والسلامة الترابية". وفي الوقت الذي أكد المسؤول الأممي أن الوضع في مالي قد تحسن مقارنة بما كان عليه سابقا؛ باعتبار أن معظم التجمعات السكانية الكبرى في شمال البلاد استُرجعت، حذّر من أن الوضع يبقى معقدا وهشا في ظل استمرار الاشتباكات بين الحركة الوطنية لتحرير الأزواد ومختلف المجموعات المسلحة في شمال مالي.