يستقبل قطاع التكوين والتعليم المهنيين سنويا عددا من المتربصين من عدة دول أجنبية شقيقة وصديقة، حيث قدر عدد المتربصين المسجلين في السنة التكوينية المنتهية أكثر من 300 متربص أجنبي، 90 منهم من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تختار الجزائر لإرسال أبنائها للدراسة بمعاهد ومراكز التكوين المهنيين، ناهيك عن الجامعات الجزائرية التي تستقبل هي الأخرى عددا كبيرا من الطلبة الصحراويين بحكم العلاقات الجيدة بين البلدين والشعبين وموقف الجزائر الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. أوضح السيد عز الدين ابراهيمي، مدير الدراسات والتعاون بوزارة التكوين والتعليم المهنيين، أن معظم المتربصين الصحراويين يقبلون على التخصصات التكوينية ذات العلاقة بالتسيير الإداري والمالية، في الوقت الذي تقبل فيه فئة قليلة فقط منهم على تخصصات أخرى. وأشار السيد إبراهيمي في تصريح للصحافة على هامش استقبال السيد محمد مباركي وزير التكوين والتعليم المهنيين لنظيرته الصحراوية، أمس، بالمعهد الوطني للتكوين والتعليم المهنيين بالأبيار بالجزائر، إلى تسطير برنامج يهدف للعمل على توجيه هؤلاء المتربصين إلى عدة تخصصات أخرى تحتاجها سوق الشغل لتنويع مجالات تدخل اليد العاملة خاصة في تخصص اللغات الأجنبية لدعم المتربصين الصحراويين وتمكينهم من اكتساب اللغات. وبلغة الأرقام، ذكر المتحدث بأن الجزائر كونت 1500 شاب من الصحراء الغربية منذ سنة 2000 إلى غاية الآن في إطار برنامج التعاون المتفق عليه بين الحكومتين الجزائرية والصحراوية. وفيما يخص التخصصات التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف المتربصين الأجانب، قال السيد إبراهيمي إنها تختلف من دولة إلى أخرى حسب متطلبات وحاجيات سوق الشغل في كل دولة وحسب خصوصياتها. من جهتها، أكّدت السيدة خيرة بلاهي أباد، وزيرة التكوين المهني والتشغيل والوظيف العمومي بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، عقب استقبالها من طرف وزير التكوين والتعليم المهنيين أن المحادثات سمحت بتبادل وجهات النظر حول القطاع وبحث سبل ترقية التعاون في هذا المجال خاصة ما تعلق بتشغيل الشباب وتكوين اليد العاملة. بالإضافة إلى التطرق إلى العلاقات بين البلدين وكيفية ترقية التعاون في مجال التكوين المهني ليرقى إلى مستوى العلاقات الجيدة بين البلدين وإلى موقف الجزائر الذي ظل دائما إلى جانب الشعب الصحراوي. كما ذكرت الوزيرة الصحراوية بانشغال الشعب الصحراوي باستقلاله عن طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير وفقا لما تنص عليه اللوائح الأممية والشرعية الدولية، معبرة عن أملها في تفعيل هذا المطلب ليلقى مساندة مغاربية وإفريقية قوية. وسمح اللقاء الذي جمع وزير التكوين المهني السيد مباركي بالوزيرة الصحراوية في جلسة مغلقة بتسليط الضوء على برنامج التبادل والمساعدة التقنية بين البلدين في مجال التكوين المهني والبحث عن أرضيات جديدة للتبادل. وفي هذا السياق، أكّد السيد مباركي استعداد دائرته الوزارية لتجسيد هذا البرنامج حسبما أكّده بيان صحفي عقب هذه المحادثات من خلال تقديم المنح التكوينية للمتربصين الصحراويين في إطار حصة المنح التي تمنحها وزارة الخارجية، وتكوين المكونين، والعمل على تأهيل البرامج البيداغوجية وتأهيل مرجعية التشغيل.