نريد في هذا المقام أن نلفت النظر لنفض الغبار عن المساعي والمجهودات والإنجازات التي أقامها مفكرنا الجليل، مولود قاسم نايت بلقاسم، بخصوص اعتماد الحساب الفلكي في تحديد أوائل الشهور القمرية، ولنكمل مساره ونحقق ماكان يتمناه ويصبو إليه، من بلوغ هدف توحيد الأمة على صعيد توحيد التاريخ الهجري، تمهيدا لتحقيق توحدات أخرى في مجالات اقتصادية وتجارية وسياسية وعسكرية. ومما يقوله عنه من عرفوه وعاشروه ”سيحفظ له التاريخ أنه في عام 1972 عندما صدرت في الجزائر فتوى تقر بتعويض الرؤية الحقيقية بالرؤية الحكمية في هلال رمضان، حيث أحدث القرار جدلا ونقاشا، وقررت الجامعة العربية عقد مؤتمر في الكويت لمحاكمة هذا القرار بحضور وزراء الأوقاف والشؤون الدينية العرب، فألقى كلمة هزت المؤتمر قال فيها: ”بعد 14 قرنا من نزول - اقرأ- ها نحن أمة لا تقرأ ولا تحسب فانقلب المؤتمر وهاج وماج وشكلت 4 لجان ومناقشات أفضت في النهاية إلى تبني مقترح الجزائر”. فما أحوجنا اليوم إلى رجال مثل هذا الرجل لإحياء هذا الإنجاز الوحدوي، ومواصلة مساره في التقارب والتعايش بين المذاهب. لقد سعى الرجل بعد مؤتمر الكويت خلال ملتقيات الفكر الإسلامي إلى توحيد وجهات النظر ووفق إلى ذلك. وأخذ التأييد من المذاهب الإسلامية الثمانية. ومن أطرف ما قاله في تبرير مسعاه بعد معارضة عجفاء غير علمية، كتب يقول: ”إنه لمن الأعجب أن يستعمل هؤلاء الناس اليوم النظارات ليحققوا الفقه والحديث ومكبرات الصوت الكهربائية للآذان، وآلات التصوير لأخذ نسخ من أمهات كتب الشريعة، ويركنوا إلى الآذان من الإذاعة.. أو يستمعوا إلى القرآن مسجلا، ويركبوا السيارات إلى صلاة الجمعة، والطائرات إلى بيت الله الحرام بل ويعتمدوا على المراصد والساعات في تحديد الإمساك والإفطار من بداية اليوم الأول حتى نهاية اليوم الأخير (،،،) إلا في تحديد ميلاد اليوم الأول وانتهاء اليوم الأخير من رمضان فلا يصدقون المراصد..”. وإلى جانب توحيد الأيام الأولى للأشهر الهجرية نأمل في أن يتوحد العرب والمسلمون في اعتماد توقيت مكةالمكرمة، توقيتا إسلاميا، وبهذا نوحد التاريخ أو التقويم الهجري، والتوقيت.