يقوم الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، اليوم، بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية تيزي وزو، يشرف خلالها على تدشين العديد من المشاريع الحيوية الجديدة التي استفادت منها الولاية، في إطار البرامج التنموية الاستثنائية التي حظيت بها ضمن مساعي تدارك التأخر الذي عانته المنطقة في مجال التنمية. زيارة الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، التي يحاول البعض إلباسها ثوبا سياسيا بحتا، لأسباب مرتبطة بظروف تاريخية وبأحداث وقعت في الماضي، هي في حقيقتها زيارة عادية لا تخرج عن نطاق تنفيذ البرنامج الوطني للتنمية الذي يشمل كافة ولايات الوطن ولا يستثني أية منطقة من مناطقه، غير أن المميز فيها هو أنها تحمل أولى ثمار البرنامج التنموي الضخم الذي خصصته الدولة لهذه الولاية، بغرض تدارك التأخر الذي سجلته في مجال التنمية، بفعل الأحداث المأساوية التي بدأت في ربيع 2001، وما تبعها من تداعيات تسببت فيها المحاولات الفاشلة لتسييس ملف المنطقة. فقد سبق للوزير الاول السابق، أحمد أويحيى، أن أبرز الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة من أجل إعادة التنمية إلى منطقة القبائل وولاية تيزي وزو بشكل خاص، مشيرا إلى أن المتاجرة السياسية بملف المنطقة أدى إلى تعطيل المشاريع التنموية بهذه الأخيرة، وتأخيرها مقارنة بغيرها من ولايات الوطن. وقد سعت الدولة جاهدة بعد الأحداث الأليمة التي عرفتها منطقة القبائل في 2001، واستجابة السلطات العليا في البلاد للمطالب السياسية والاجتماعية التي رفعها سكان المنطقة، إلى تدارك التأخر المسجل في مختلف مجالات التنمية بولاية تيزي وزو، حيث حظيت هذه الأخيرة بزيارة عمل قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في 19 سبتمبر 2005، وتبعها الإعلان عن تخصيص برامج استعجاليه واستثنائية للولاية، وزيارات ميدانية للعديد من الوزراء ومسؤولي القطاعات الحيوية التي كثفت من مشاريعها لإلحاق الولاية بركب التنمية الشاملة المعلنة عبر مختلف جهات الوطن. وتكشف زيارة الوزير الاول، السيد عبد المالك سلال، اليوم، لتيزي وزو، عن أولى ثمار تلك البرامج التنموية الهامة التي خصتها الدولة للولاية، مع إعطائه إشارة انطلاق عدة مشاريع قاعدية ستخرج الولاية من العزلة التي يشتكي منها السكان، خاصة بالمناطق النائية والجبلية. وينتظر أن يقف الوزير الأول والطاقم الوزاري الذي يرافقه في مستهل زيارته للولاية أمام النصب التذكاري الجديد المشيد بمدخل مدينة تيزي وزو، والذي يضم جل أسماء شهداء الولاية، قبل أن يشرف على تدشين عدة مشاريع اجتماعية حيوية، منها مستشفى أطفال مختص في أمراض القلب بمدينة ذراع بن خدة، يستقبل إلى جانب مرضى الولاية مرضى ولايات البويرة، بجاية وبومرداس، ويدشن أيضا طريق ”تازملت الكاف” بالمخرج الشرقي لتيزي وزو ونفق ”سيخ اومدور” بوادي عيسي ببلدية تيزي وزو. وفيما ينتظر أن يدشن ملعبا جديدا يتسع ل750 مقعدا ببلدية عزازقة، يقف السيد سلال اليوم على مدى تقدم أشغال إنجاز الملعب الجديدة لبوخالفة بتيزي وزو الذي يتسع ل50 ألف مقعد ويجري إنجازه وفقا للمعايير الدولية التي نصت عليها ”الفيفا”، وهو المشروع الذي عرف تأخرا في استكماله وتم تأجيل تسليمه إلى أفريل 2014. فيما يشرف ببلدية أزفون على وضع حجر الأساس لمشروع مركز تجمع الفرق الوطنية المقرر إنجازه بمنطقة أغريب. ويرتقب أن يعطي السيد عبد مالك سلال إشارة انطلاق أشغال ربط تيزي وزو بالطريق السيار شرق-غرب، على مسافة 46 كلم، مع معاينة مشروع الجسر الكبير بمدينة عزازقة، ويعطي بالمكان المسمى ”ثالة علام” بمدينة تيزي وزو إشارة انطلاق إنجاز ديوان مؤسسات الشباب ودار للشباب بسعة 50 سريرا. ويحظى قطاع النقل بنصيبه من المشاريع التي يشرف الوزير الأول على بعثها بالولاية، حيث يتم اليوم وضع حجر الأساس لمباشرة عملية إنجاز مشروع مصعد هوائي ”تليفيريك” يربط أعالي ارجاونة بالمحطة البرية بوهينون مرورا بعدة محطات. وفي مجال السكن، ينتظر أن يعطي رئيس الجهاز التنفيذي إشارة انطلاق انجاز مشروع 9000 وحدة سكنية بالقطب الحضري ”واد فالي” بالمدينة الجديدة لتيزي وزو، بينما سيتدعم قطاع التعليم العالي بالولاية بمشروع توسيع القطب الجامعي لمدينة تامدة. ومن أبرز العمليات التي سيقف عندها الوزير الاول ويشرف على وضعها حيز الخدمة، عملية ربط العديد من بلديات الولاية بشبكة الغاز الطبيعي، حيث يرتقب أن يتم بالمناسبة توصيل 3 آلاف منزل موزعة على عدد من البلديات أبرزها ازفون، تيقزيرت، عزازقة وتيزي وزو بالشبكة العمومية للغاز الطبيعي، ما سيعمل على إنهاء مشكل عويص ظل سكان قرى هذه البلديات يعانون منه، ولا سيما خلال الفترات التي تشهد اضطربات في توزيع قارورات غاز البوتان مثلما حدث في شتاء العام الماضي، عندما تسببت الاضطرابات الجوية التي أدت إلى تساقط كميات معتبرة من الثلوج في عزل الكثير من قرى المنطقة وقطع تموينها بقارورات الغاز وبغيرها من المواد الاستهلاكية الأساسية. وفضلا عن شبكة الغاز، تشهد العديد من قرى منطقة القبائل الكبرى ولأول مرة في تاريخها وصول الماء الشروب إلى حنفيات المنازل، بعد استكمال عملية تهيئة شبكة الربط والتوصيل التي تزويد قرى المنطقة بمياه سد تاقسبت. كما يتضمن برنامج زيارة الوزير الاول للولاية دعم هذه الأخيرة في مجال التموين بالطاقة الكهربائية بتشغيل محول تادمايت، على أن تختتم الزيارة بلقاء موسع مع ممثلي المجتمع المدني، حيث سيسجل رئيس الجهاز التنفيذي قائمة انشغالات مختلف فئات سكان الولاية ولا سيما منهم الشباب، ويعرض جهود الحكومة وبرامجها المستقبلية الموجهة لتعزيز التنمية وتحسين الإطار المعيشي للسكان والتكفل بكافة احتياجاتهم.