يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال، اليوم، بزيارة عمل وتفقد إلى عاصمة جرجرة، تيزي وزو، تعد الأولى من نوعها بعد تلك التي قام بها عندما تولى منصب وزير الموارد المائية، وكانت سلطات تيزي وزو قد دخلت في حالة تأهب قصوى منذ الإعلان الرسمي عن الزيارة التي تم تأجيلها ثلاث مرات متتالية، آخرها يوم الخامس جويلية المنصرم بعدما وجد الوزير الأول نفسه في حرج كبير بفعل عدم استكمال البرامج القطاعية المسجلة عبر إقليم تيزي وزو، والتي كان قد تقرر تدشينها بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، لاسيما في قطاعات الري والصحة والأشغال العمومية وحتى السكن مع الفضائح التي تلاحق العقار في هذه الولاية، ما تسبب في تجميد عشرات المشاريع بفعل المعارضة. حسب ما كشفت عنه مصادر موثوقة من الولاية ل”الفجر”، أمس، فإن سلال سيقعد لقاء تشاوريا مع المجتمع المدني بدار الثقافة مولود معمري، بقلب المدينة بعد فترة صباحية تفقدية رفقة عدد من الوزراء للوقوف على بعض المشاريع الحيوية التي تعرف عراقيل إدارية أثرت سلبا على سيرها الحسن، لاسيما ما تعلق بأكبر مشروع استفادت منه تيزي وزو، وهو خط السكة الحديدية بين بومرداس وتيزي وزو، الذي ما يزال شطر كبير منه معطلا، إلى جانب ملعب بوخالفة الجديد الذي يتسع ل50 ألف مقعد، والذي لم تتجاوز الأشغال به حاليا 10 بالمائة، الأمر الذي أدخل مديرية الشباب والرياضة مؤخرا في حالة استنفار خوفا من ردة فعل الوزير الأول، خصوصا وأن المشروع التهم الملايير دون أن يرى النور، بالإضافة إلى مشروع تجمع الفرق الرياضية الوطنية بمنطقة أغريب الساحلية، الذي لم تنطلق أشغاله بعد، مع الوقوف على القاعدة البحرية لممارسة الرياضات المائية بسد تاقسبت، وكذا المدينة الجديدة لوادي فالي، وكذا سد سوق ثلاثة بتادمايت، الذي تم تجميد أشغاله بعد تدخل الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات على خلفية منع ملاك الأراضي الشركة التركية من انطلاق الأشغال لغاية تعويضهم عن أراضيهم وفق السعر القانوني الحالي. وقالت مصادرنا في سياق متصل، إن قطاع الشباب والرياضة سيكون له نصيب أوفر في أجندة عمل الوزير سلال، إلى تيزي وزو، أما في القطاعات الحيوية الأخرى تكاد تقريبا تسقط من البرنامج العام لهذه الزيارة، خصوصا في الأشغال العمومية والري والصحة والتعليم العالي. وقد وصفت مصادرنا الخاصة زيارة سلال إلى منطقة القبائل بمغامرة ذات خلفيات، إما لإعادة كسب ثقة سكان هذه المنطقة من خلال حشده لأنصار جبهة القوى الاشتراكية التي عادت إلى الساحة بقوة، وأتباع حركة عمارة بن يونس الحركة الشعبية الجزائرية، وليؤكد أنه لم يتم إسقاط تيزي وزو من أجندة عمل الحكومة الجديدة، وكذا بغية إسكات غضب بعض الجماهير بهذه الولاية التي حاولت التمرد على أوضاعها الاجتماعية غير المشرفة بفعل هشاشة التنمية المحلية رغم جهود السلطات الولائية للنهوض بهذا الجانب.