لم تمر عودة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى الوطن بعد فترة علاج بباريس، دون أن تثير ردود فعل وطنية مرحبة بهذه المناسبة التي طالما انتظرها المواطنون الذين دأبوا على متابعة تطورات الحالة الصحية لرئيسهم، حيث لم يترددوا في التعبير عن فرحتهم الكبيرة وارتياحهم لهذه العودة الميمونة رغم محاولات بعض الأطراف تثبيط العزائم بتغذية إشاعات عارية من الصحة بخصوص الوضع الصحي لرئيس الجمهورية، فكان هذا الترحيب بمثابة تجديد العهد بعربون المحبة التي يكنها المواطنون للرئيس بوتفليقة الذي يكفيه أنه استعاد الأمن والاستقرار للبلاد بعد عشرية دامية. ولم تختلف أجواء البهجة والارتياح بهذه المناسبة عن تلك التي عاشها الشعب الجزائري بعد عودة الرئيس بوتفليقة من باريس إثر خضوعه لعملية جراحية سنة 2005، حيث نتذكر في هذا الصدد خروج العديد من الشباب من تلقاء أنفسهم في احتفالات عبر شوارع العاصمة، حاملين صور الرئيس وهاتفين باسمه ومؤكدين مساندتهم له، في حين أن التعبير عن فرحة أمس كانت بتعليقات عبر صفحات شبكات التواصل الاجتماعي وبين أوساط المواطنين في الشارع، فكان أن أخلط ذلك أوراق دعاة التيئيس الذين لم يترددوا في اختلاق سيناريوهات لا تختلف عن تلك التي صاحبت وضعه الصحي الحالي. ولم تخرج أحزاب سياسية ومنظمات وطنية عن هذا المنحى، حيث عبرت أمس عن فرحتها الكبيرة لعودة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الوطن، مؤكدة استعدادها لمساندته من أجل استكمال مسار البناء والتشييد، داعية له بالشفاء الكامل حتى يتفرغ لمسيرة الإصلاح التي باشرها منذ أفريل 2012. كما اغتنمت المناسبة للإشادة بالروح التضامنية العالية التي تحلى بها المواطنون الذين لم يترددوا في متابعة تطورات الحالة الصحية لرئيسهم. وفي هذا الصدد، أعرب التجمع الوطني الديمقراطي عن بالغ ارتياحه لعودة رئيس الجمهورية إلى الوطن بعد فترة العلاج والنقاهة، مشيرا في بيان له تلقت "المساء"، أمس، نسخة منه إلى أن هذه المناسبة السعيدة "تلقي بظلال الثقة والطمأنينة وتشع البهجة في نفوس الشعب الجزائري، الذي ظل على مدى الأسابيع الماضية يتابع بتفاؤل تعافي رئيس الجمهورية من الابتلاء الذي يلم بالإنسان". كما أشار إلى أن هذه العودة تعد "لحظة تلتقي فيها قلوب الجزائريات والجزائريين بتعاطف فياض (...) أزالت دعاوى التشاؤم"، مضيفا أنها ستمد على طريق مستقبل الجزائر كل أسباب الاستقرار والتنمية تحت قيادة رئيس الجمهورية". من جانبه، عبر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني باسم كافة أعضائه وباسم اللجنة المركزية والمناضلين عن ارتياحه وفرحته بهذه المناسبة السعيدة، مضيفا في بيان تلقت "المساء" أمس نسخة منه أن ذلك من شأنه أن يسمح باستئناف رئيس الجمهورية مهامه النبيلة ويواصل الإصلاحات التي باشرها، مع استكمال تنفيذ «البرنامج التنموي الضخم الذي سطره بغية تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد، ورفاه كافة فئات الشعب الجزائري الأبي". أما المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني فقد أكدت على استعدادها لاستكمال مسار البناء والتشييد، حيث جاء في بيانها "أن الرحلة الميمونة التي جمعت فيما بينكم وبين الشعب الجزائري لم تنته بعد والعهد بين الوطنيين الأحرار ورئيسهم لم ينته بعد(...) أدامكم ذخرا لوطنكم المفدى وشعبكم البار". كما أشادت بالدور المنوط بالجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير ومختلف أسلاك الأمن من أجل جزائر قوية ومتماسكة. من جانبه، أوضح تجمع أمل الجزائر "تاج" أن عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر مستعيدا صحته وعافيته، تزيد من العزم في استكمال المسيرة الواثبة للبلاد على درب الإصلاحات السياسية المشهودة والانجازات التنموية غير المسبوقة، مضيفا أنها ستبعث الطمأنينة واليقين في نفوس الجزائريين والجزائريات حول مستقبل الوطن في كنف الوئام والاستقرار والوحدة الوطنية. كما عبر مناضلو ومناضلات "تاج" في بيان تلقينا نسخة منه عن ثقتهم الكاملة في رئيس الجمهورية للاستجابة لتطلعات الشعب الجزائري في مختلف الميادين، من خلال استكمال البرامج الوطنية والورشات الكبرى التي دشنتها الجزائر في كافة القطاعات. من جهته، عبر الاتحاد العام للعمال الجزائريين عن ارتياحه العميق لعودة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الوطن، مؤكدا تضامنه ودعمه اللامشروط من أجل مواصلة مساعي التشييد والبناء لفائدة مختلف شرائح المجتمع. كما أكد تجنده والتفافه حول الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية من أجل جزائر مستقرة وعصرية وديمقراطية. ولم يفوت الاتحاد في هذا السياق التذكير بأفضال جهود الرئيس بوتفليقة في تحسين ظروف حياة العمال وفئة المتقاعدين بفضل الاستقرار التي تعيشه البلاد. كما اغتنمت جمعية الإرشاد والإصلاح هذه المناسبة السعيدة لتوجيه أصدق عبارات التهاني لرئيس الجمهورية، داعية له بالشفاء التام والقريب. ومن جهتها، أشارت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء إلى "الارتياح الكبير" الذي تلقت به عودة الرئيس بوتفليقة إلى أرض الوطن، متمنية له الاستمرار في خدمة الجزائر. كما أعرب الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بدوره عن "سعادته وابتهاجه وارتياحه" لعودة رئيس الجمهورية إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية إلى فرنسا، مؤكدا بأن هذه العودة "ستضع حدا للاستغلال السياسي المشبوه واللاأخلاقي" لمرض الرئيس الذي أبدته بعض الأطراف.