وقع مجمع "باتيميتال" والمؤسسة المتخصصة في الصناعة المعدنية "أو أن سي سي"، أمس، عقدي شراكة مع المؤسستين البرتغاليتين "أمال" و«كوبر ميتال" يتعلقان بإنجاز مصنعين لإنتاج صفائح البنايات المعدنية وحاويات تخزين المحروقات بكل من عين الدفلى وحاسي عامر بوهران، بقيمة استثمارية مقدرة ب1,5 مليار دينار. فاستمرارا لمخطط تطوير فرع الصناعة المعدنية، وتأهيل المؤسسات الصناعية المنزوية تحت لواء مؤسسة تسيير مساهمات الدولة "كونستورومات"، جاء العقد المبرم بمقر وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار بين "باتيميتال" والمؤسسة البرتغالية "كوبر ميتال" ليعزز دفتر أعباء المجمع الوطني العمومي الذي وقع أول أمس عقد شراكة مع الشركة الأمريكية "فراميمكس"، ويجسد برنامج عصرنته وتطوير أساليب وأدوات إنتاجه من خلال تنويع منتوجاته وإدخال التكنولوجيا وتحديث طرق التسيير والإنتاج. وبموجب هذا العقد الأول الذي وقعه كل من الرئيس المدير العام ل«باتيميتال"، السيد بوجمعة طلاي، ومدير المؤسسة البرتغالية "كوبر ميتال"، السيد فرانسيسكو راشا، وبإشراف من وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، السيد شريف رحماني، سيتم إنجاز مصنع بمنطقة سيدي عامر بوهران، لإنتاج الصفائح المعدنية الموجهة للبناء وإنجاز الهياكل والمرافق الصناعية والرياضية والتربوية والإدارية، حيث يرتقب أن تنتج الشركة المختلطة التي سيتم إنشاؤها بعد نحو أسبوع، ما يقارب 500 ألف متر مربع من الأغطية المعدنية للبنايات، و600 ألف مربع من صفائح التلبيس المعدني للهياكل في السنة. ويرتقب أن تشرع هذه الشركة الجديدة التي تقدر قيمتها الاستثمارية ب700 مليون دينار، في إنتاج أولى الصفائح المعدنية بعد نحو 6 أشهر من الآن وهي الفترة التي تتطلبها عملية وضع التجهيزات في المصنع القديم التابع للمجمع، في حين سيسمح هذا المشروع الذي يمكن المجمع الجزائري من تكنولوجيا حديثة في إنتاج الصفائح الفولاذية والهياكل العصرية ذات البعد البيئي، بإنشاء ما بين 100 و150 منصب شغل مباشر في نشاط الإنتاج ونحو 300 منصب شغل آخر في نشاط التركيب. كما ينص ميثاق الشراكة بين المتعاملين الجزائري والبرتغالي على التكفل بجانب التكوين والتأهيل، وبرمجت في هذا الإطار دورات تكوينية لصالح 20 مهندسا و30 تقنيا جزائريا متخصصا في مجال الإنتاج، فضلا عن عدد آخر من العمال المتخصصين في الهندسة والتركيب. أما المشروع الثاني الذي تشترك فيه "باتيميتال" مع المؤسسة الوطنية للبنايات المعدنية "أو ان سي سي" والشركة البرتغالية "أمال"، فيخص إنشاء شركة لصناعة حاويات تخزين مواد المحروقات، وذلك بمصنع يجري تجهيزه حاليا بولاية عين الدفلى، وينتظر أن ينطلق في الإنتاج بعد نحو 4 أشهر من الآن. وحسب وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، فإن هذا المشروع الثاني سيمكن من استحداث قرابة 1400 منصب شغل، ويسمح بتطبيق برنامج تكويني هام لفائدة الإطارات والعمال الجزائريين في مجال التكنولوجيات الحديثة المستخدمة في الدول المتقدمة لانجاز الخزانات والحاويات الخاصة بمختلف أنواع المحروقات، مشيرا إلى أن شرطي التكوين وتوفير مناصب الشغل، أصبحا من المعايير الرئيسية التي تتأسس عليها أية شراكة ناجعة، فضلا عن معيار مردودية المشروع. وكشف الوزير بالمناسبة بأن هاتين الاتفاقيتين اللتين تم التحضير لهما منذ زيارته الأخيرة إلى البرتغال بدعوة من وزير الاقتصاد البرتغالي، تندرجان في إطار الشراكة الإستراتيجية القائمة بين الجزائر والبرتغال والرامية إلى تحقيق المصالح المتوازنة للبلدين، في حين أشارت ممثلة السفير البرتغالي بالجزائر، السيدة ليديا الباييس، إلى أن الجزائر والبرتغال اللذين تربطهما اتفاقية تعاون منذ 2005، بإمكانهما تحقيق أهداف الشراكة الاستراتيجية التي اتفقا عليها مؤخرا، وذلك من خلال استغلال كافة الفرص المتاحة أمامهما لتطوير التعاون الاقتصادي والاستثمار، مبرزة بالمناسبة الفرص الثمينة التي يمكن للمؤسسات البرتغالية استغلالها في الجزائر لتجسيد هذا الهدف المنشود، "لا سيما وأن الأمر يتعلق بالنسبة لها ببلد غير غريب وغير بعيد عليها". للإشارة، فإن مجمل الاستثمار المقرر في الاتفاقيتين، يتم عن طريق رأسمال المؤسسات المعنية وكذا القروض البنكية، في حين يتم إنجاز المشروعين باستغلال مصنعين قديمين يتم تحديثهما بإدخال التجهيزات المتطورة والتكنولوجيات الحديثة في الإنتاج. واستكمالا لتنفيذ مخطط تطوير المؤسسات الوطنية العمومية المتخصصة في الصناعة المعدنية، يوقع مجمع باتيميتال، يوم غد الأربعاء، عقدا ثالثا للشراكة مع مؤسسة إيطالية، يتضمن إنجاز مؤسسة مختلطة متخصصة في صناعة حاويات ومخازن الحبوب.