أصبح تأخر تسليم مستحقات اللاعبين من بين المشاكل العويصة التي يعرفها اتحاد الحراش في كل موسم، لكن ما زاد من حدتها هذه المرة هو أن أغلبية كوادر الفريق مصممة على ترك التدريبات في حالة ما إذا لم تتم تسوية وضعيتها المالية، وآخر ما قامت به إدارة النادي تسليمها صكوكا بدون رصيد للاعبين، وهو تصرف أصبحت تلجأ إليه كل الأندية المفلسة لتفادي الانفجار. وترجع الأوساط الرياضية الحراشية الصعوبات المالية التي يعيشها النادي إلى فشل مسيريه في استقطاب الممولين وإقناع مؤسسات وطنية وخاصة بعقد شراكة مع النادي وهو ما يفسر التباطؤ الكبير في المفاوضات التي يجريها الرئيس محمد العايب مع مسؤولي شركة الخطوط الجوية الجزائرية المهتمة بشراء أسهم كبيرة في النادي الحراشي، وحاليا يكتنف الغموض كل الخطوات التي قام بها المسيرون الحراشيون لتحقيق هذا المشروع، والسبب في ذلك يعود إلى رفض إدارة النادي الكشف عن المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات مع هذه الشركة.وقد أقر العايب بالصعوبات المالية العويصة التي تواجه النادي واضطر أمام هذا الوضع إلى مطالبة أعضاء مجلس إدارته بإقراض النادي من أموالهم الخاصة من أجل تفادي تعفن الأمور في هذا الجانب، وتعد خرجة العايب بمثابة نداء استغاثة فسرته بعض الأطراف بالفشل الذريع لمسيري النادي الذين يواجهون حاليا انتقادات لاذعة من المنتخبين الجدد في النادي الهاوي الذين يتهمون العايب بتطبيق سياسة لا تخدم مصالح اتحاد الحراش بكل تركيباته، وينتظر أن يحتدم الصراع بين مجلس الإدارة والنادي الهاوي بعد انطلاق البطولة. وفي نظر الكثير من متتبعي شؤون النادي الحراشي، فإن هذا الأخير مقدم على الوقوع في أزمة مالية ستضرب استقراره في العمق إذا لم يسارع مسيروه إلى إيجاد شراكة دائمة مع مؤسسات مهتمة بالشأن الرياضي، فاتحاد الحراش أصبح في حاجة إلى صرف مليار سنتيم ونصف كل شهر مثلما أكد ذلك رئيسه محمد العايب الذي يعتقد أن حجم تسيير الفريق أثقل كاهل النادي في الجانب المالي ولا يمكنه في الوقت الحالي تسديد المستحقات المالية لكل فئات النادي دفعة واحدة، لا سيما وأن النادي الحراشي يولي أيضا اهتماما بالغا للتكوين ويفرض عليه هذا الخيار تخصيص جزء هام من الأموال للفئات الشبانية وأطقمها الفنية التي لا زالت تنتظر التفاتة من إدارة النادي لتوفير وسائل العمل الضرورية في بداية الموسم الجديد، والسؤال المطروح بحدة في الحراش هو: من أين ستجلب إدارة النادي الأموال لضمان مشاركة فريقها في الرابطة الإفريقية التي تأهل إلى منافساتها بعد احتلاله المركز الثاني؟ ذلك أن إعانة السلطات العمومية في هذا الجانب لن تتعدى تسديد مصاريف النقل إلى البلدان الإفريقية. وحاليا يراهن العايب على استلام النادي مبلغ 300.000 أورو (ثلاثة ملايير سنتيم) المترتبة عن تحويل اللاعب بونجاح إلى الترجي التونسي من أجل سد كل الفراغات المالية الموجودة في النادي، لكن العايب يدرك أكثر من غيره في اتحاد الحراش بأن الأزمة المالية عائدة لا محالة إلى النادي وهذا الاحتمال أصبح يرعب الأنصار الحراشيين الذين لا يريدون أن يفشل فريقهم في الموسم الجديد، فهو مقبل على لعب الأدوار الأولى في منافسة البطولة وكأس الجمهورية والذهاب بعيدا في منافسات الرابطة الإفريقية.