تحدثت مصادر مطلعة من داخل المنطقة الصناعية البتروكيماوية ل«المساء"، أن مجمع سوناطراك يعتزم ايفاد خلال الأيام القليلة القادمة لجنة من الخبراء الجزائريين رفيعة المستوى، للوقوف على حقيقة الأحداث الأخيرة المتكررة التي هزت بالضبط الوحدة 100 التابعة لمركب التكرير بسكيكدة، الذي خضع إلى عملية إعادة تهيئة، وعصرنة كل التجهيزات التقنية للوحدات الإنتاجية من قبل الشركة الكورية الجنوبية سامسونغ بالخصوص، بعد الحريق الذي مس هذه الوحدة على مستوى إحدى مخارج ضاغط الهيدروجين 51TK100 لقسم ما بعد المعالجة الذي تم تسليمه مؤخرا. حتى وإن كان الحادث بفضل التدخل السريع لوحدات الإطفاء التابعة للمنطقة الصناعية البتروكيماوية لم يخلف خسائر بشرية سواء في الأرواح، ما عدا الأضرار التي مست بعض تجهيزاته الخارجية التي أثرت على عملية إنتاج الوقود، ويأتي هذا الحادث في أقل من أسبوع من حادث تسرب كميات كبيرة من مادة الهيدروجين على مستوى جهات التبريد الهوائي (MEA 3H 100) لثالث مرة على التوالي. وحسب ذات المصدر، فإن الأحداث المتكررة التي شهدها هذا المركب الذي انطلقت الأشغال به في جويلية 2009، حيث أشرفت على عصرنته وتجديده الشركة الكورية الجنوبية سامسونغ بغلاف مالي إجمالي يقدر بأكثر من ملياري دولار، وروعي فيه جانب المحافظة على البيئة، بالإضافة إلى تعزيز الجانب الأمني، جعلت العديد من التقنيين الجزائريين العاملين على مستوى هذا المركب يشككون صراحة في نوعية الأشغال التي قامت بها هذه الشركة الأجنبية، وكذا نوعية التجهيزات، خاصة وأن الوحدة 100 تعرضت أكثر من مرة إلى أحداث متكررة منها الحريق الذي شب بهذه الأخيرة خلال النصف الأول من شهر جانفي الأخير، بسبب تمزق أنبوب على مستوى الفرن بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وكذا الانفجار الذي هزّ هذه الوحدة خلال شهر فيفري الأخير، إثر انفجار مولد كهربائي يستخدم لتمويل محطة الخدمات المستعملة في أشغال الترميم والصيانة والبناء داخل وحدة التكرير، مما تسبب في نشوب حريق مهول أتى على نحو 8 إلى 10 مولدات ضخمة تقارب قيمتها المالية العشرة ملايير سنتيم، إضافة إلى إصابة عاملين من جنسية كورية بجروح متفاوتة وأيضا الانفجار الذي أدى إلى تخريب خزانين للغاز والوقود ومحطات تستعمل في توليد الطاقة، وهذا دون الحديث عن توقفات اضطرارية بسبب بعض الأعطاب التي مست بالخصوص الوحدة 100. ومن ناحية أخرى، فإن الجهات المختصة قد شرعت في إجراء تحقيق على مستوى مركب التكرير، للوقوف على حقيقة الأحداث الأخيرة التي هزت الوحدة 100، وحسب مصدر من المنطقة الصناعية، فإن التحقيقات الأولية مست عدد من العمال والإطارات، بما في ذلك مسؤولي الشركة الكورية الجنوبية.