اهتزت المنطقة الصناعية بسكيكدة، عشية أول أمس، على وقع انفجار ضخم سمع دوّيه من مسافات بعيدة، كان وراء نشوب حريق مهول أتى على جزء كبير من محطة التوليد الكهربائية المكونة من ثلاثة طوابق، وجرح عاملين من جنسية كورية، وتسبّب في توقف جزئي للمصفاة. خلف الانفجار العنيف الذي هز القاعدة البترولية بسكيكدة، زوال أول أمس، وبالضبط على الساعة الرابعة مساء، على مستوى وحدة تكرير البترول التي تشهد عمليات ترميم وصيانة من قبل الشركة الكورية سامسونغ، إصابة عاملين من موطن نفس الشركة بجروح متفاوتة الخطورة، نقلا على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، بعد أن هرعت المصالح المختصة، ممثلة في رجال المطافئ وأعوان الشركات البترولية، مصحوبين بمعدات ثقيلة وشاحنات وسيارات إسعاف وكل المستلزمات لإخماد الحريق الذي شبّ بسبب الانفجار الذي هز محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تستعمل في تشغيل عتاد الصيانة والإنجاز داخل ورشة سامسونغ. واندلع الحريق، حسب مصدر ''الخبر''، عند محاولة عمال المؤسسة تجريب المولدات التي كانت متواجدة داخل خزائن تكنولوجية ضخمة، وعند محاولة التشغيل، دوى انفجار رهيب تسبّب في حريق أتى على جميع محطة التوليد المكونة من ثلاثة طوابق، ما خلّف خسائر مادية قدّرت بأكثر من 12 مليار سنتيم، حسب تقديرات أولية. ويأتي هذا الانفجار بعد ثلاث حوادث مشابهة في ظرف أقل من شهرين على مستوى القاعدة البترولية بسكيكدة، آخرها الحريق الذي شبّ على مستوى الوحدة رقم ,100 ما حوّل حياة السكيكديين إلى جحيم حقيقي وخوف ورعب يومي، حيث بات مركب تكرير البترول الذي يعتبر من أهم المركبات بالمنطقة الصناعية والذي يزوّد جميع المركبات المنضوية تحت لواء سوناطراك بالمواد الأولية التي تحتاجها، يمثل خطرا كبيرا يهدّد عماله وأهالي المناطق المجاورة، في ظل استمرار مثل هذه الحوادث دون ردعها أو اتخاذ إجراءات فعالة تجنب المركب احتمالات وقوعها مرات أخرى. وقد سارعت مصالح الأمن لفتح تحقيق في ملابسات الحريق، لتحديد الأسباب والمسؤوليات. يذكر أنه ليست المرة الأولى التي شهدت فيها المنطقة الصناعية مثل هذا الحادث، حيث سبق أن نشب حريق في مصنع تكرير الغاز المميّع الطبيعي سنة 2004 أدى إلى مقتل 27 شخصا، وخسائر مادية معتبرة. في نفس السياق، تفيد مصادر من القاعدة البترولية أن فرق التدخل السريع التابعة لمؤسسة المنطقة الصناعية ''زيك''، قد تمكنت من إخماد الحريق بالتعاون مع أعوان الأمن والوقاية لمركب التكرير، الذي لم يخل من الحوادث التقنية، حيث سبق أن تعرّضت الوحدة 100 لنفس المركب، في جانفي الماضي، إلى حريق مهول اندلع على مستوى الفرن وحوادث سابقة، تسبّبت في أكثر من مرة في عرقلة نشاط المركب الذي يعدّ الأول إفريقيا حسب ما صرّح به أكثر من مسؤول بالمركب المسيّر بقاعة مراقبة بها أجهزة جد متطورة. ورغم ذلك، فإن الحوادث لاتزال تقع. وحسب ما صرّح به سابقا بعض مسؤولي المركب أمام الصحافة، بمناسبة تشغيل الوحدة 11 في جانفي الماضي، فإن مثل هذه الحوادث تحدث ولا تؤثر، في نظرهم. وبهدف معرفة أسباب الحريق الذي وقع بالمولد، حاولنا الاتصال بمسؤول المركب، غير أنه تعذر علينا ذلك، لأنه لا يرد علينا. وأدى الحادث إلى توقف مصفاة سكيكدة عن العمل جزئيا، ما يؤثر سلبا على تزويد السوق بالمواد البترولية، وخاصة المازوت.