تعتزم المصالح المختصة فتح تحقيق حول الشركة الكورية الجنوبية “سامسونغ” التي استفادت في ماي 2009 من صفقة في المناقصة الوطنية الخاصة بإعادة تأهيل وتحديث مصفاة سكيكدة. ويأتي تحرك الجهات المعنية لفتح التحقيق بعد الأحداث المتكررة التي شهدها مركب التكرير بسكيكدة، آخرها الحريق المهول الذي وقع نهاية الأسبوع الأخير في المحطة الفرعية للكهرباء ذات الثلاثة طوابق بسبب شرارة كهربائية، حيث ينص العقد على القيام بعدد من الأشغال على غرار تصميم وتزويد الأجهزة وتحديث المنشآت الكهربائية وجميع وحدات المصفاة وإعادة تأهيل ورفع قدرات وحدات أخرى، فضلا عن إنجاز منشآت استغلال كقاعات تقنية وأخرى للمراقبة وشبه محطات كهربائية ومستودعات للتجهيزات. وينتظر أن يسلط التحقيق الضوء على الطريقة التي تم بها اختيار الشركة والمعايير والمقاييس التي تم اعتمادها في استفادة هذه الأخيرة من المشروع، وصولا إلى نوعية الأشغال التي باشرتها في مركب التكرير بسكيكدة، كما سيطال التحقيق أيضا -حسب مصادر “المساء”- التجهيزات التي قامت هذه الشركة بتركيبها بما في ذلك اليد العاملة التي جلبتها من بلادها خاصة التقنيين والمهندسين. وشكك مصدر عمالي من داخل هذا المركب تحدثنا اليه في نوعية الأشغال التي قامت بها هذه الشركة بالخصوص، مشيرا إلى أن هذه المحطة التي أنجزت حسب آخر المواصفات التقنية الحديثة والمتطورة كان يفترض أن تشتغل بها أجهزة الإطفاء الداخلية بمجرد وقوع الشرارة غير أن ذلك لم يحدث ولولا العمال لكانت الكارثة، علما أن الخسائر التي سببها الحريق الذي أتى على المحطة بشكل كلي تقدر بالملايير. وحسب أحد إطارات هذا المركب فإنه لا يوجد شيء اسمه خطر يساوي صفر، لكن ما يقع في هذا المركب يطرح أكثر من سؤال حول حقيقة إمكانية هذه الشركة في إقامة أشغال بهذا الحجم وفق المعايير العالمية ومدى قدرة شركة سوناطراك على متابعة مثل هذه المشاريع، وأكد المصدر أنه تم رفع لمجمع سوناطراك عدد من التحفظات فيما يخص طريقة عمل هذه الشركة وكذا نوعية المعدات لكن دون جدوى، مثلما أضاف المتحدث. للإشارة، فإن هذا المركب شهد في أقل من 03 أشهر خمسة حوادث كبيرة بين انفجار وحريق أتى على أجزاء من معدات هذا الأخير الذي يخضع لعملية التجديد من قبل شركة سامسونغ، الأمر الذي دفع -مؤخرا- الرئيس المدير العام لسوناطراك بمعاينة المركب بعد أن ألح على ضرورة احترام الإجراءات الوقائية للأمن الصناعي. للتذكير، فإن مجمع سوناطراك والشركة الجنوب الكورية “سامسونغ” للهندسة والبناء كانا قد وقعا عقد إعادة تأهيل وتحديث مصفاة سكيكدة، حيث وقع العقد من الجانب الجزائري آنذاك نائب رئيس قسم ما بعد الإنتاج لمجمع سوناطراك، السيد عبد الحفيظ فغولي، ونائب رئيس سامسونغ للهندسة، السيد هونغ بيو كونغ، بحضور وزير الطاقة والمناجم، السيد شكيب خليل والرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، السيد محمد مزيان، السابقين، وقدرت التكلفة المالية بملياري دولار، ويسمح العقد بتحسين قدرات المصفاة كما ونوعا، خاصة وأن مصفاة سكيكدة تمثل ما يقارب 70 بالمائة من القدرات الوطنية في مجال التكرير. ومن جهته، أكد مجمع سوناطراك أن الحريق الذي اندلع يوم الخميس الفارط على مستوى مصفاة سكيكدة لم يكن له أي تأثير على برنامج تموين السوق الوطنية بالمنتجات البترولية. مضيفا أن هذا الحريق قد تم التحكم فيه بسرعة من قبل فرق التدخل. وأكد بيان لسوناطراك تلقته وكالة الأنباء الجزائرية أن الحريق نشب أثناء إجراء تجارب على مستوى المحطة الفرعية رقم 5 المخصصة لتموين الوحدة 11 المتوقفة حاليا لإجراء أشغال إعادة التأهيل التي يقوم بها المجمع الكوري سامسونغ منذ ديسمبر 2012. وتابع المصدر أن “تحقيقات قد قام بها المجمع تحت إشراف مصالح المصفاة من أجل تحديد سبب هذا الحريق”.