وقع المجمع العمومي للبناءات المعدنية "باتيميتال" أمس، عقد شراكة مع مؤسسة "بورغي" الإيطالية لتجسيد مشروع مصنع لإنتاج وتركيب حاويات تخزين وتحويل الحبوب والأعلاف، تقدر قيمته الاستثمارية ب770 مليون دينار. وتم التوقيع على ميثاق المساهمة الذي يجسد هذه الشراكة الجديدة بين المتعاملين الجزائري والإيطالي كل من السيد بوجمعة طلاي، الرئيس المدير العام لمجمع باتيميتال والسيد أوريس مونجلوتي مدير شركة بورغي الإيطالية، بإشراف وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، السيد شريف رحماني، الذي ذكر بالمناسبة، بأن هذه المشروع الاستثماري الذي تتوزع حصصه على أساس 60/40 بالمائة، بين الشريكين، وتعود فيه الأغلبية (60 بالمائة) للطرف الجزائري، يندرج في إطار الاتفاق الحاصل بين البلدين، لإنجاز تحالف صناعي يقوم على تكثيف مشاريع الشراكة بين المؤسسات، مبرزا الأهمية الكبيرة لهذا المشروع الجديد الذي تعود فوائده على الاقتصاد الوطني، وكذا على المتعاملين الجزائري والإيطالي على حد سواء. وفي هذا السياق، أوضح السيد رحماني، بأن أهمية المشروع بالنسبة للاقتصاد الوطني تكمن في كونه يندرج في مسار إعادة بعث الصناعة الجزائرية وتأهيل فروعها الناجعة، على غرار فرع الصناعة المعدنية، مع تسخير هذا الأخير في خدمة مختلف القطاعات الحيوية الأخرى، كقطاع الفلاحة الذي يستفيد من مشروع الشراكة الجديد الذي سيمكن من رفع الإمكانيات الوطنية لتخزين مختلف أنواع الحبوب والمواد الغذائية والأعلاف. من جانب آخر، تكمن أهمية الشراكة الجديدة بالنسبة للمجمع الصناعي العمومي "باتيميتال"، في تمكينه من مواصلة برنامج العصرنة الذي شرع فيه مؤخرا، مع توقيعه لعدد من عقود الشراكة الرامية إلى استفادته من نقل الخبرة والتكنولوجيا لتنويع وترقية منتوجاته وتحديث وسائله في الإنتاج. في حين يعود المشروع بالفائدة على الشريك الإيطالي، حسب السيد رحماني من حيث إتاحته له إمكانية توسيع أسواقه والتعريف بفئات منتجاته. وفي سياق متصل، كشف الوزير بأن دفتر أعباء المؤسسة المختلطة التي ستكرس الشراكة بين المتعاملين الجزائري والإيطالي في هذا المشروع، يشمل لحد الآن طلبيات هامة، منها تجهيز 30 موقعا ببيوت تخزين الحبوب والأعلاف والزيوت النباتية، موضحا بأن المشروع الجديد سيفتح 300 منصب شغل جديد منها 50 منصبا تخص الكفاءات والإطارات، كما يمكن الإطارات والمهندسين الجزائريين من دورات تكوينية لاكتساب الخبرة والتكنولوجيا في مجال تصميم وتركيب حاويات التخزين، فيما أشار الرئيس المدير العام للمجمع "باتيميتال"، إلى أن الديوان الجزائري المهني للحبوب قدم طلبا لتزويده ب1500 منشأة للتخزين. وحسب نفس المتحدث، فإن المؤسسة المختلطة ستشرع في الإنتاج بعد نحو 8 أشهر، يتم خلاها تجهيز إحدى مصانع المجمع المتواجدة بولاية عين الدفلى، مبرزا بالمناسبة، طموح المجمع العمومي وشريكه الإيطالي في بلوغ مستوى إنتاج يغطي كافة حاجيات السوق الوطنية، ثم الانتقال إلى مرحلة التصدير نحو الأسواق الأوروبية والأسياوية، "لا سيما وأن هذه التجهيزات الخاصة بتخزين الحبوب والأعلاف لا تصنع سوى في نحو 7 دول في العالم". من جانبه، أبرز السيد يوسف لحلو، الرئيس المدير العام لمؤسسة تسيير مساهمات البناءات المعدنية "كونسترومات" أهمية المشروع الجديد، الذي تقدر قيمته المالية ب770 مليون دينار، مؤكدا بأن هذا الإنجاز الجديد جاء ليعزز جهود الدولة وحرصها حول الأمن الغذائي، من خلال رفعه للقدرات الوطنية لحفظ وتخزين المواد الغذائية ومواد تغذية الأنعام. للتذكير، فإن العقد المبرم بين "باتيميتال" مع المؤسسة الإيطالية الخاصة "بورغي"، يعتبر عقد الشراكة الرابع الذي يوقعه المجمع الصناعي العمومي خلال الأسبوع الجاري، وذلك بعد توقيعه يوم الأحد المنصرم مع المؤسسة الأمريكية "فراميميكس" على عقد إنجاز الصفائح المعدنية الموجهة لبناء السكنات، ثم توقيعه على عقدين مع الشريك البرتغالي، أحدهما يتضمن إنجاز حاويات تخزين المحروقات، بينما يخص العقد الثالث الذي يضم أيضا شريك وطني آخر، هو المؤسسة الوطنية للبناءات المعدنية "أو أن سي سي" إنتاج الصفائح المعدنية وتصميم وتركيب البنايات الإدراية والرياضية والصناعية..