يحتضن المركز الثقافي “مصطفي كاتب” إلى غاية 8 أوت القادم معرضا جماعيا لفنون الديكور والتزيين، يبرز مواهب ومهارات الفنانين والحرفيين الذين استطاعوا بإبداعاتهم جلب الجمهور منذ الساعات الأولى من الصباح، وحتى أوقات متأخرة من ليالي العاصمة الساهرة. ما يلاحظه الزائر في هذا المعرض، حرصه على إبراز الأصالة الجزائرية في شتى الفنون والحرف، زد على ذلك التزام كل حرفي وفنان بلمسته الخاصة المميزة لإبداعه دون تكرار أو استنساخ. يتقدم المعرض جناح الحرفية عسوس زينة التي عرضت الحلي الفضية القبائلية، ليس فقط باعتبارها حرفية، وإنما كل الأشكال والتصاميم تعطي انطباعا بأنها فنانة من الطراز الأول، طعمت فضتها بالمرجان والألوان الزاهية، وابتعدت قدر الإمكان عن أية لمسة عصرية كي تبرز قيمة الحلي أكثر. السيد بوناب نبيل أبدع في الفخار وحاول التوفيق بين الأصالة والعصرنة، ففي جناحه نجد أدوات طبخ تقليدية قدمها تماما كما صنعت منذ مئات السنين، منها “الطجين”، “النافخ” وأطباق الأكل بأحجام مختلفة وعشرات “الدربوكات” من الحجم الصغير، تعودت العائلات شراءها لفتياتها في الشهر الفضل. من جهة أخرى، اجتهد نبيل في العصري، علما أنه حرص على تجنب الزخرفة المكثفة، كما حاول تقديم الفخار بشكله الطبيعي، أي دون المبالغة في التلميع، لكنه استخدم الألوان بكثرة خاصة في الأطباق التزينية ذات الغطاء وأعطاها رموزا بربرية وأخرى إسلامية، إضافة إلى قطع ديكور متعددة، يعتقد الزائر أن الجناح لسيدة، إذ تلاحظ فيه بصمة أنثوية ربما السبب في ذلك راجع لكون هذه القطع غالبا من إبداع المرأة. العارضة بورنان سليمة دخلت عالما آخر خاصا بالأعشاب التي خصصتها للزينة أو التداوي وقدمتها في شكل راق ومعطر، من جهتها عطرت موسى كنزة حلوياتها بكل ما لذ وطاب وحرصت على عرض الحلويات الرمضانية لجلب العائلات. العارض حوري عيسى تفنن في تقديم الفخار الراقي في قطع مختلفة، كالمزهريات، الأطباق، أدوات الديكور، المصابيح وفوانيس رمضان وغيرها، أغلبها باللون الأبيض، وضعت عليها قطع من الورد أو نقشت عليها، إضافة إلى ترصيع بعضها بالزخارف. كما استغل في ركن من معرضه رسومات التاسيلي بكثرة، مراعيا خصوصياتها الفنية والتاريخية، رسم عيسي أيضا لوحات صغيرة خلفيتها من الخشب الطبيعي مرسوم عليها مشاهد من الطبيعة. الفنان وافق نسيم قدم نماذج من أعماله في الرسم والزخرفة، بالنسبة للوحات التشكيلة نجد بعضها بالأبيض والأسود (تقنية الحبر الصيني) الشبيه بلون الفحم، تبرز فيها معالم من مدن أو طبيعة، لوحات أخرى بالألوان الطبيعة تبرز مفاتن الطبيعة، كما استعمل تقنية الرسم على الجبس (شكل أقراص) غالبا ما وضع عليها زهورا أو زخرفة لوحات أخرى بخلفيات ملونة، مثل لوحة خلفيتها بالأخضر خطت عليها خطوط وأشكال ذهبية عليها رموز بربرية. قدم هذا الفنان 26 لوحة متنوعة في أشكالها ومضمونها، بعضها يبدو كقطع نقدية أثرية غاية في الإتقان، خاصة أن خلفيات لوحاتها تبدو وكأنها خلفية للعرض بأحد المتاحف. عرض الفنان أيضا مرايا الحائط من الحجم الكبير والمتوسط، وهي مطلوبة جدا، خلفياتها ذات ألوان متنوعة كالأزرق والأصفر الداكن، ويضع الفنان على هوامش الزجاج بعض الورود أو الأشكال المتسلقة، يكون بها لونا يشبه لون الإطار. تتواصل عروض الفخار والزخرفة مع قاسمي نصيرة، إذ قدمت أشكالا من الفخار الخاص بالديكور غاية في الإتقان والزخرفة، يحمل سحر الشرق وعبق التاريخ والأصالة، كما حرصت الفنانة على توظيف الزخرفة الإسلامية، وكذا الرموز البربرية بشكل متناسق. بعض القطع صممت بغرض جعلها هدايا، مما زاد في الإقبال عليها. تتوالى العروض، ومنها عرض خالدي دوجة التي برزت في تصميم الورود الاصطناعية وتطعيمها بالتراث، كأن توضع في سلات الأعراس الجزائرية (طبق)، كما وضعت الحلوى في الورود وفي طرابيش صغيرة، أما آمال لتروس فاهتمت باللباس التقليدي العاصمي (الكاراكو) وكذا لباس الختان و«حايك المرمة” وأفرشة العروس، فيما اختصت زيتوني رفيقة في اللباس العصري. ججنحة أخرى خاصة بالحلويات وبتصاميم النافورات وغيرها من الإبداعات. للتذكير، فإن المعرض يعرف إقبالا منطقع النظير من طرف الجمهور، علما أن السيدات يقبلن في الساعات الأولى من النهار، أي قبل افتتاح المعرض الذي يمتد لساعات متأخرة من الليل ويقوم فيه العارضون ببيع إنتاجاتهم.