يحتضن قصر الثقافة مفدي زكريا خلال الشهر الفضيل، معرضا فنيا بعنوان: “القطع التقليدية والفنية والتزيينية” يعكس مهارة الفنانين والصناع والحرفيين الذين اختلفوا في إبداعاتهم وبصماتهم ذات الخصوصية الفنية والانتماء الثقافي الأصيل. يحضر المعرض 32 مشاركا يستقبلون جمهورهم ابتداء من العاشرة ليلا وإلى غاية الواحدة بعد منتصف الليل، يبيعون إنتاجهم وتحفهم الفنية للوافدين على قصر الثقافة ولعشاق هذا الفن الراقي. في زيارتها للمعرض، التقت “المساء” بالسيد محمد شعوة، المكلف بالإعلام بقصر الثقافة، والذي أشار إلى أن المعرض متنوع من حيث المعروضات، فهناك اللوحات الفنية والأدوات الموسيقية والتحف التزيينية والحلي وغيرها. أغلب العارضين من العاصمة وضواحيها (بومرداس، البليدة، وتيبازة)، وجلّهم سبق وأن شاركوا في العديد من المعارض بقصر الثقافة. حضرت العارضات أيضا بقوة، أغلبهن شاركن مؤخرا في المهرجان الوطني لإبداعات المرأة بقصر رياس البحر، ونتيجة الإقبال عليهن، تمت برمجتهن مجدّدا في هذا المعرض الرمضاني. يؤكد السيد شعوة، أنّ الإقبال على المعرض كان مكثفا خلال الليالي الرمضانية السابقة، حيث لا يقل العدد عن 5000 زائر يوميا، كما أكد أن هذا المعرض يقام على هامش السهرات الفنية التي سطرها قصر الثقافة بمناسبة رمضان المعظم، وبالتالي، فإن أغلب الزوار هم من جمهور السهرات الفنية، وهذا مقصود طبعا، يقول السيد شعوة: “عوض أن ينتظر الجمهور انطلاق الحفل، فإنّ بإمكانهم زيارة المعرض وانتقاء ما يريدون، وأحيانا عندما ينشط نجم معروف السهرة، يصل عدد الجمهور إلى ألف شخص، أغلبهم يدخلون المعرض ويشترون التحف، والكثير من هذه التحف بيعت في الليالي الأولى من رمضان، كما أنّ كلّ العارضين يكشفون مسبقا عن أثمان معروضاتهم للجمهور، حلي المرجان مثلا مطلوبة بكثرة من السيدات خاصة من الحرفيين أوڤال ونمشي رفض بيع ما يعرضه، لكنه يستقبل طلبات الجمهور لينجزها في محله خاصة الحلي الفضية القبائلية. السيدة بن عامر، قدمت أدوات تزيينية تشبه التحف كلّها من الحجم الصغير، ومعروضاتها هي الأكثر مبيعا، فمثلا مرايا الحائط كانت تحفة بزخارفها الإسلامية والعصرية، إلى درجة أن معروضاتها نفدت فوضعت عبارة “مُبَاعْ” وتركتها للعرض، ويتلهف الجمهور لهذه المعروضات لأنها نادرة وغير موجودة في السوق. من جهتها، أبدعت بولحبال في الرسم على الزجاج في لوحات قمة في الإبداع والإتقان، نقشت في كل لوحة امرأة ترتدي اللباس التقليدي الجزائري منها القبائلي المزركش بألوان قوس قزح، وهناك القسنطيني بڤندورته الفرقاني ذات الأسود الداكن مطرّز عليه بالذهبي، وهناك الكاراكو البنفسجي المطرز بالذهبي وكذا التلمساني وغيره من الألبسة. إلى جانب لوحات أخرى بنكهة إفريقية تبرز أصالة المرأة الإفريقية وتثمن بعض الرموز الثقافية الإفريقية، وكذا الأفرشة التقليدية التي وظفت فيها الألوان الفاتحة والداكنة على حدّ سواء. الفنان بني كوس منير، وظف فن الزخرفة على الخشب خاصة في الأثاث ذي اللمسة الإسلامية كالصناديق بمختلف الأحجام والكراسي والموائد والقطع التزيينية أغلبها بالأزرق الفاتح مزركشة بالألوان، فيما أبدع أيضا في أطر المرايا الكبيرة. الفنانة بن عمرة، أبدعت بدورها في اللوحات الخشبية ذات الهندسة المعمارية الإسلامية، والتي وظفت فيها الزخرفة بشكل راق، فيما برز الفنان ملولي في الفخار ذو الألوان والأشكال المتعددة، المنقوش عليها رموز ثقافية مختلفة بالألوان وبالفضة. فنانون وحرفيون عرضوا ما تيسّر لهم، منهم سارة حداد، التي عرضت قطعا تزيينية لاحصر لها في مختلف الأشكال والألوان، حرصت على إعطائها رمزية تراثية كي تبدو قطعا أثرية. أما العارض رشيد شافع، صانع الأدوات الموسيقية من البليدة، فعرض عدة آلات صنعها، منها الموندولين والبانجو والعود والقيتارة. كما عرض صانع آلات موسيقية آخر، هو السيد ترزان، عدّة أنواع من الكمان آية في الاتقان ومتعددة الأشكال كلها خشبية وإحدى الكمانات منقوش عليها عروس البحر، كما عرض آلتين للكويترة. الفنان بن علي خوجة، من جانبه أبدع في الرسم على الزجاج، وتزاحمت في لوحاته الألوان الصارخة، علما أن أغلب لوحاته من الحجم الصغير والمتوسط وذات موضوع واحد ومباشر، كأن تكون بورتريه لامرأة أو طفل أو حيوان أو مستمد من المشاهد اليومية أو نبات وهكذا. ويبقى المعرض ملاذا لعشاق التحف الفنية، وفرصة للحرفيين والفنانين للتعريف بأعمالهم.