نظمت وزارة الثقافة عرضا للزي التقليدي العاصمي مساء يوم السبت بالجزائر العاصمة بعنوان " نساء الجزائر " شمل أخر ما جاد به خيال و أنامل مصممة الأزياء ريم منايفي. و سمح هذا العرض الذي نظم في إطار الاحتفال بالذكرى ال50 للاستقلال واليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به سنويا في ال8 من مارس للحضور من اكتشاف الإبداعات و التصاميم الجديدة في هذه المجموعة الثالثة لريم والتي جمعت بين بريق الحرير و دفئ القطيفة و لمعان الخيوط الذهبية الرفيعة . وقد جرى العرض في أجواء رومانسية استحضرت عبر الموسيقى و الديكور و الملابس روح "الجزائر القديمة" وسط ديكور جمع بين الأصالة العاصمية والتأقلم مع تطورات العصر كمدينة كانت و لازالت متفتحة على العالم . في التشكيلة الجديدة التي أنجزتها "دارالازياء منوبة" التي انشأتها المصممة عام سنة 2008 و التي منحتها اسم جدتها التي ورثت عنها عشق الطرز والخياطة يلتقي في تناسق و رونق "الكاراكو" و "البدرون " العاصميين اللذين قدما في العرض بألوان أرادتها مبدعتها فاتحة في أعمال و داكنة في أزياء أخرى نزولا عند رغبتها و بدافع الحس الفني . و رغم تباين في الأشكال و التصاميم و الألوان بالنسبة ل"الكاراكو "اللباس العاصمي المكون من السروال و السترة تبقى اللمسة الخاصة لفنانة ريم منايفى بارزة لاسيما في طريقة الطرز و التزيين و استعمال الرموز مثل " الخمسة " التي تظهر في العديد من النماذج التي تقدمت بها العارضات اللواتي زادتهن تألقا تسريحات الشعر التي كانت بسيطة و مريحة ساهمت في إبراز تميز الأزياء المعروضة . وبالرغم من أن التشكيلة لم تقدم ابتكارات صاخبة إلا أن صاحبتها حاولت تقديم رتوشات جديدة وخاصة كما انها استلهمت بعض الرسومات و التقطيعات من الزى التقليدي لمناطق أخرى عريقة في مجال الخياطة مثل قسنطينة و منطقة الشاوية كما لوحظ في بعض القطع من اللباس المعروض تأثر المبدعة بالا لوان و الرسومات البربرية . و تحرص ريم على إبراز الحفاظ على الجانب الأصيل و العريق لهذا الزى الذي تفننت في تصميمه المرأة الجزائرية على مر السنين مع إدخال التجديد عليه حسب متطلبات العصر. و في التفاتة طيبة تجاه اللباس التقليدي الجزائري المميز في المنطقة افتتح هذا العرض الذي حضرته السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة بالحايك (لحاف تتغطى به المرأة عند الخروج من البيت) الذي تنفرد بارتدائه المرأة الجزائرية في عدة مناطق مع اختلافات طفيفة في طريقة الارتداء.