دعت مجلة “الجيش” إلى اليقظة الشديدة والمستمرة لصد التأثيرات وكافة التداعيات والتهديدات التي تفرزها الظروف الحرجة والتطورات غير المأمونة الجانب بالنسبة للجزائر، على ضوء المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة، خاصة ما يجري بمنطقة الساحل، مؤكدة على مواصلة مكافحة الإرهاب وتفكيك الشبكات الإجرامية بكل حزم وعزم ودون كلل أو ملل. وفي هذا الصدد، عرضت افتتاحية الجيش مقتطفا من رسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة اختتام السنة الدراسية بمختلف المدارس العسكرية، حيث دعا الطلبة إلى بذل جهود كبيرة من أجل مواصلة القيام بالمسؤوليات الوطنية الدستورية وحماية سيادة الجزائر واستقلالها الوطني في كل الظروف والأحوال. وأكدت الافتتاحية، أن الجيش الوطني الشعبي وانطلاقا من إيمانه العميق بالمهام النبيلة الموكلة إليه دستوريا، كان ومازال وسيبقى الخادم الوفي للوطن، وأن مهامه تزداد عظمة وقداسة في الأوقات الصعبة والمحن، مذكرة بأن تاريخ هذه المؤسسة العتيدة حافل بالمواقف المشرفة والبطولية، التي كانت الفيصل في قضايا مصيرية وأزمات كبرى كادت أن تعصف بأركان الدولة. وفي المقابل، أكدت أن الجزائر تبقى فخورة بالجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي يعتبر النواة الصلبة التي يتمحور حولها الدفاع الوطني، وأنه سيبقى يرابط على الثغور ويحمي الحدود ويبني ويطور، محافظا على الأمانة وفي مستوى المهام الموكلة إليه دستوريا. وبالنظر إلى الدور الذي قام به الجيش خلال الأزمة العصيبة التي مرت بها البلاد، تطرق عمود المجلة إلى موضوع المصالحة الوطنية، الذي كان محور اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الذي انعقد في الجزائر نهاية جوان الماضي، حيث تم عرض التجربة الجزائرية في هذا الإطار. وأشار عمود المجلة، إلى أن الجزائر التي عانت من ظاهرة الإرهاب التي استهدفت الدولة والشعب، استطاعت أن تنتصر على مخططات التخريب والهدم، بتجند كافة طاقاتها الحية وقوات الأمن، وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي، التي عملت دون هوادة على استئصال هذه الظاهرة واتخاذ كافة الإجراءات الرامية إلى المصالحة الوطنية. كما حظيت الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال باهتمام المجلة، تحت عنوان تصدّر غلاف المجلة”فخر واعتزاز”، حيث تمت الإشارة إلى أن تنظيم الطبعة الثانية من معرض “ذاكرة وإنجازات” للجيش الوطني الشعبي هذه السنة، ركز على إبراز المستوى الذي حققته القوات المسلحة الجزائرية في مجال البحث والتطوير والصناعة العسكرية. وبالمناسبة، عادت المجلة إلى مجريات حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لعدد من الضباط السامين للجيش الوطني الشعبي بوزارة الدفاع الوطني، حيث ناب رئيس أركان الجيش الوطني الفريق، قايد صالح عن رئيس الجمهورية خلال هذا الحفل، وكذلك مراسم تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال. كما تطرقت المجلة، إلى الذكرى ال50 لصدورها تحت عنوان :«نصف قرن من الإعلام الهادف .. ونستمر”، مشيرة إلى أنها قطعت منذ ميلادها في جويلية 1963 أشواطا كبيرة في مسيرة الإعلام برصدها شتى القضايا والمسائل المتعلقة باهتمامات وتطلعات مؤسسة الجيش. وأكدت أنها لاتزال فضاء إعلاميا للمثقفين والسياسيين والكتاب المبدعين الذين ساهموا جميعهم في تطوير محتواها، حيث أضحت مدرسة رائدة في تكوين الصحافيين. من جهة أخرى، تناولت المجلة مواضيع متنوعة تركزت على أهداف الألفية من أجل التنمية في الجزائر، إضافة إلى روبورتاج حول مركز معالجة المحروقين بالمستشفى المركزي للجيش، وملتقى قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم والأيام الدراسية حول المراقبة الإلكترونية للحدود البرية.