ارتاحت إدارة نصر حسين داي لاقتراب نهاية الأشغال بملعب بن صيام الذي تزين بحلة جديدة بعد خضوعه لعملية تجديد هياكله ومرافقه التي حولته من ملعب بسيط إلى منشأة رياضية بتجهيزات حديثة أعادت له بريقه وماضيه المجيد. ولا شك أن الرياضيين القدامى لحسين داي وأحيائها الشعبية سيسترجعون ذكرياتهم مع أشهر ملعب كان بمثابة القلب النابض لفريق النصرية في الستينات والسبعينات وحتى في الثمانينات بعد أن تكونت فيه كل الأجيال الكروية الذهبية للنادي، فهو يتعدى من حيث السمعة الملعب المركزي ”زيوي” الموجود قرب الدائرة المحلية بالرغم من أن كلا الملعبين يحملان اسمين مشهورين فبن صيام يعد من بين المؤسسين للنادي شأنه شأن محمد زيوي الذي سقط شهيدا في الثورة بنواحي سطيف، ولا زال الأنصار القدامى لفريق النصرية يراودهم الحنين إلى ملعب بن صيام الذي كان بمثابة القلب النابض للنادي لمساهماته الكبيرة في كتابة تاريخ النصرية بأحرف من ذهب في الكرة الجزائرية، وكان ملعب بن صيام مخصصا فقط للحصص التدريبية لكنه اشتهر بشكل خاص في مجال تكوين اللاعبين بداية من جيل الستينات منهم جبار، الإخوة واليكان، حراس المرمى عمار، عميرات، يوسف، سعدي، بوياحي، كاسول، زرماني، زموري وبهمان حيث نال الفريق مع هؤلاء اللاعبين لقب البطولة سنة 1967 تحت قيادة المدرب المرحوم فاز، الذي وافته المنية منذ خمس سنوات، وتلا هذا الجيل لاعبون آخرون نالوا حصة تكوينهم بملعب بن صيام منهم اللاعبون الدوليون السابقون علي فرقاني، المرحوم محمد خديس، رابح ماجر، مزيان إيغيل، محمود قندوز، زماني حسان، دحمان زرواطي، نعيم، لعزازي، آيت الحسين، زرابي ومرزقان الذين فازوا بكأس الجزائر ضد شبيبة القبائل سنة 1979، وقد تكونت الأغلبية الكبيرة من هذا الجيل تحت قيادة المدرب عمار بوديسة والمدربون الأجانب ريني فرنيي وجون سنيلا وكالوكساي من المجر. إلا أن ملعب بن صيام وقع في طي النسيان بداية من الثمانينات ولم يعد يستقطب اهتمام المسيرين الجدد الذين تعاقبوا على رأس النادي بعد أن عرف إهمالا كبيرا في الصيانة والتسيير من طرف البلدية، حيث تدهورت مرافقه بشكل كبير وبقيت على حالها لسنوات طويلة، مما دفع بفريق الأكابر إلى تغيير مكان إجراء تدريباته نحو الملعب المركزي للدائرة ”محمد زيوي” ولعب الفريق المحلي فوق أرضيته كل منافساته الرسمية. وسيتم استلام ملعب ”بن صيام” أياما قليلة بعد عيد الفطر حسبما علمنا من أحد مسيري النادي، وقد بلغت كلفة تجديد هياكل الملعب 11 مليار سنتيم، ويتوفر هذا الملعب على أرضية ميدان مغطاة بالعشب الاصطناعي من الجيل الخامس وأضواء كاشفة وقاعتين كبيرتين لحفظ الملابس ومركز للطب الرياضي مجهز بكل المرافق الضرورية، ويعد ملعب بن صيام حلقة جديدة في سياسة النادي ستمكنه من تطبيق الاحتراف.