أعاد أحرار القبائل من سكان مختلف أحياء وقرى تيزي وزو الحرمة لولايتهم العريقة، بالرد على التصرف الأرعن الأ الذي قام به بعض الحمقى بإقدامهم على الإفطار الجماعي في عز ظهر يوم رمضان، حيث لم يتأخر شباب الولاية من الغيورين على دينهم ووطنهم ومنطقتهم التاريخية عن رد الاعتبار لهذه الأخيرة، بتأديتهم صلاة المغرب وتنظيم إفطار جماعي حضره أول أمس نحو ألف شخص بساحة الزيتونة، في مبادرة مؤثرة استحسنها كل الوطنيين. فبعد السابقة الخطيرة التي شهدتها ساحة الزيتونة بتيزي وزو يوم السبت الماضي، بإقدام مجموعة من الأشخاص مدعومة بأطراف داخلية وأخرى خارجية على انتهاك حرمة رمضان والإفطار جهارا نهارا، دون أدنى احترام لمشاعر وقيم سكان الولاية، تداول شباب الولاية دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال الملصقات، للرد على حملة التشويه التي صاحبت فعلة هؤلاء الحمقى، من خلال تنظيم إفطار جماعي بنفس الساحة التي انتهكت فيها حرمة الشهر الكريم. وبعد حملة تنظيف المكان حضر ما يقارب ال1000 شخص إلى الساحة وأدوا صلاة المغرب جماعة وتناولوا الحليب والتمر وبعض المأكولات في إفطار جماعي رمزي، عبروا من خلاله عن أصالة المنطقة وتشبث أهلها بقيمهم الدينية والوطنية، وبراءتهم من الأفعال الدنيئة التي أقبلت عليها مجموعة من الأشخاص، للإساءة لمنطقة القبائل المسلم أهلها، وحاولت المساس بانسجام سكانها، كما رددوا بالمناسبة عدة عبارات تؤكد تمسك سكان الولاية بهويتهم الإسلامية. وإذا كانت مبادرة سكان تيزي وزو، التي اعتبرت مبادرة مواطنة اتخذت للتأكيد على التمسك الثابت بالدين الإسلامي وإفشال محاولات المساس بالانسجام الوطني، قد لقت استحسان كل أهل المنطقة وكذا كل الوطنيين الغيورين على دينهم، فهي لم ترق في المقابل بعض الجهات الأجنبية التي لم تتوان في نعت أصحابها ب«المتشددين"، على غرار ما ذهبت إليه وكالة الأنباء الفرنسية التي غذت هذا الطرح الزائف، من خلال الخبر الذي أوردته حول هذه المبادرة، والذي تناقلته العديد من وسائل الإعلام بما فيها العربية منها. وذهبت الوكالة الفرنسية إلى أبعد من ذلك، بمحاولتها التلميح إلى أن الجزائر تعرف في الفترة الأخيرة تضييقا على الحريات، والإشارة إلى أنها في فترة السبعينيات لم تكن تشهد مثل هذا الضغط في ممارسة الشعائر الدينية، مرجعة أسباب هذا التقييد في الحرية إلى ما اعتبرته "تناميا لأسلمة الجزائر" بعد العشرية السوداء، وهو طرح بعيد عن الواقع كل البعد، على اعتبار أن القوانين الجزائرية تقرّ باحترام حرية الدين والمعتقد، وإنما من اخترق وداس على هذا المبدأ هم منتهكو حرمة الشهر الفضيل، الذين برروا فعلتهم، باعتبارها "ردا عن المضايقات التي يتعرض لها الشباب الذين لا يؤدون شعيرة الصوم في القرى والمداشر". العديد من سكان ولاية تيزي وزو لا يجدون من تفسير لما حدث هذا ا الأسبوع بمنطقتهم، سوى اعتباره "مؤامرة دنيئة"، يهدف أصحابها إلى إيجاد ذرائع جديدة لزعزعة استقرار المنطقة وانسجام سكانها، خاصة وأن ما حدث في رمضان الحالي لم يحدث في السابق، حيث كان غير الصائمين يحترمون مشاعر غيرهم من الصائمين، فلا يجهرون بفعلتهم..