نظم، مساء الاثنين، الآلاف من سكان تيزي وزو إفطارا جماعيا بساحة الزيتونة، ردا على الغذاء الجماعي الذي انتهك خلاله بعض المحسوبين على المنطقة حرمة رمضان، وبهذه المبادرة تثبت منطقة القبائل مرة أخرى أنها أحد معاقل العلم والدين وتبرىء ذمتها ممن يحاولون تدنيسها. المبادرة دعا إليها شباب وسكان المنطقة الغيورون على دينهم ومنطقتهم مبدين رفضهم لأي تدنيس لسمعة منطقة القبائل وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وقد لبى النداء ما يناهز 3 آلاف شخصا بحسب تقديرات من حضروا في عين المكان ومباشرة عقب رفع آذان المغرب أدّى المجتمعون صلاة المغرب جماعة في أجواء إيمانية رائعة تقشعرّ لها الأبدان. وردد الحاضرون عبارات عديدة وهتافات منها "الله أكبر حنا مسلمين" وكذا "اليوم وغدا الإسلام باق" وكذا "تيزي وزو إسلامية" ورفعوا المصاحف عاليا ورايات كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ووصف أحد ائمة المنطقة المبادرة بالطيبة والمباركة وقال إن تيزي وزو بلد دافع عن الإسلام وأخرج الكثير من العلماء وشبّه المنطقة بالعود الذي كلّما فاح منه شيئا ازداد ريحه طيبا. من جهتهم قال سكان المنطقة أن الصوم لله عز وجل والله وحده القادر على محاسبة من انتهكوا حرمته وأن مبادرتهم هذه اكبر رد على من يشككون في إسلامية الأمازيع أو حبهم للدين ودفاعهم المستميت عنه. ويأتي هذا الإجراء كردّ على خطوة سابقة من نوعها بمنطقة القبائل، حيث نظم صبيحة السبت، العشرات من المستجيبين لنداء جمعيات ناشطة باسم حقوق الإنسان، حركة احتجاجية متبوعة بإفطار علني في ساحة 20 ألف شهيد وسط مدينة تيزي وزو، للتنديد بما أسموه بالتضييق الممارس ضد الأشخاص غير الصائمين بالولاية، وملاحقتهم المستمرة من طرف قوات الأمن مع تقديمهم للعدالة. ودعا المحتجون إلى ضرورة احترام الحريات الشخصية، مشيرين إلى أن الصوم كباقي العبادات تؤدى عن قناعة دون إجبار الفرد عليها، مستنكرين مداهمات قوات الأمن للمقاهي والمطاعم الناشطة في فترة النهار خلال شهر رمضان، في إشارة إلى المداهمة التي شنتها مصالح الدرك الوطني مؤخرا بإحدى قرى تيڤزيرت، مع توقيف بعض المتواجدين فيها.