الجوهرة السمراء والفنانة حورية بابا، صاحبة الصوت الرخيم، تنحدر أصولها من أعماق الصحراء الجزائرية، وبالضبط من تيميمون مدينة الفن والأهاليل، وهو السر الذي انعكس على أدائها وصنع منها هذا الموزاييك المتنوع بجمعها بين الطابع الغنائي الوهراني والصحراوي، جمعتنا بها هذه الدردشة القصيرة. "المساء":حورية كيف كانت بداية مشوارك مع الغناء؟ الفنانة حورية بابا: بدأت الغناء في سن مبكرة، اكتشف من حولي موهبتي في الغناء فشجعوني على ولوج هذا العالم، وقد تخرجت من مدرسة ألحان وشباب سنة 1981، ثم انضممت إلى لمجموعة الصوتية لإذاعة وهران بقيادة الأستاذ الكبير بلاوي الهواري، بعدها انضممت للفريق ثلاثي الزهور، أين كانت لنا مشاركات عديدة عبر الوطن وقدمت العديد من الأغاني منها؛ الأغنية التي عرفت رواجا واسعا وقتها “يالعروسة” من ألحان بلاوي الهواري .
ما يحسب لك، أنت وعدد من فنانين جيلك بوهران، أنكم حافظتم على الطابع الغنائي الوهراني الذي تؤدونه رغم قلة مردوده المالي مقارنة بفناني الراي ؟ هذا صحيح، رفضنا غناء الراي بالرغم من الأموال الطائلة التي تدر على أصاحبها والعروض التي تلقيناها، فأنا أقدم رسالة سامية تحتم على الفنان إيصال القيم الراقية إلى الناس، فالفن يعمل على تهذيب وتربية النفوس وتنمية المستوى الأخلاقي، وليس خدش حياء المتلقي وتقديم فن لا يفيد المجتمع في شيء بل يسئ له من أجل الثراء والشهرة .
مارأيك في الجيل الجديد من مطربي الأغنية الوهرانية؟ نعم هناك أصوات جميلة ظهرت على الساحة الفنية بوهران، وهذا شيء جميل وإيجابي لضمان استمرارية هذا الطابع الغنائي الأصيل، وأنا بالمناسبة، أثمن فكرة مديرة الثقافة، السيدة ربيعة موساوي، التي أسست مسابقة لكشف الأصوات الغنائية الشابة في الطابع الوهراني خلال طبعات المهرجان المحلي الذي تحتضنه الولاية سنويا.