يتساءل سكان بلدية الرحمانية عن نصيبهم من السكنات، خاصة أن العديد منهم أودعوا ملفات طلب سكن منذ عدة سنوات ولم يتلقوا الرد إلى حد الآن، حيث يقطنون منازل هشة وأخرى قصديرية ويعيشون أوضاعا جد صعبة بسبب ضيق الغرف التي تقطن بها أكثر من عائلة، ولا تستجيب لأدنى شروط الحياة الكريمة. وصرحت بعض العائلات القاطنة في هذه البيوت القصديرية ببلدية الرحمانية، أن بعضهم انتقل إلى العيش في هذه البلدية منذ العشرية السوداء، قادمين من المناطق الداخلية، غير أن معاناتهم طالت، خاصة أن بعضهم يعيش في هذه المنازل منذ أكثر من 15 سنة. وأضافت هذه العائلات أن الأوضاع تزداد سوءا في فصل الشتاء، إذ يعانون من تسرب المياه إلى داخل البيوت التي تشهد تصدعات وتشققات في الجدران والأسقف، بالإضافة إلى انعدام قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى انتشار النفايات والروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس، مؤكدة على أن سوء الأوضاع أدى إلى تدهور صحة العديد منهم، خاصة الأطفال والمسنين الذين أصيبوا بأمراض الحساسية والربو، دون الحديث عن انعدام الإنارة العمومية، التهيئة، تدهور الطرقات وانتشار الانحراف بالمنطقة. وعلى صعيد آخر، قال أحد سكان البلدية الذي يعيش رفقة والديه، زوجته وأبنائه الثلاثة في شقة من غرفتين؛ إنه من بين الذين أودعوا ملفات طلب السكن الاجتماعي والتساهمي منذ مدة لا تقل عن 10 سنوات، وينتظر إلى غاية اللحظة جديدا بخصوص استفادته من أي صيغة للسكن، مضيفا أنه أودع ملفين لطلب السكن؛ واحد بصيغة الاجتماعي وآخر بصيغة التساهمي، حيث وعدته السلطات المحلية بإدراجه ضمن المشاريع السكنية، إلا أنه لم يستفد من أي سكن لحد الآن. من جهتهم، أشار المستفيدون من مشروع 50 مسكنا تساهميا ببلدية الرحمانية، إلى أنهم سددوا القسط المالي الأول من المشروع الذي قدر ب 300 ألف دينار، إلا أنهم لم يتسلموا سكناتهم إلى حد الآن، مضيفين أن المشروع لم ينجز إلا شطر منه ولم يكتمل لأسباب يجهلونها. من جهته، قال مصدر مسؤول من المجلس الشعبي لبلدية الرحمانية، إن عدد ملفات طلب السكن ببلدية الرحمانية بلغ 500 طلب في صيغة الاجتماعي و200 طلب في صيغة التساهمي، مضيفا أن مصالح البلدية أحصت سنة 2007 حوالي 500 بيت قصديري ببلدية الرحمانية، وأنه سيتم ترحيل هذه العائلات في إطار برنامج رئيس الجمهورية القاضي بالقضاء على البيوت القصديرية، مع ترحيل عائلاتها إلى سكنات لائقة، وسيتم التكفل بهم من طرف المصالح الولائية. وبخصوص المستفيدين من مشروع 50 سكنا تساهميا، أكد المسؤول أن المشروع متواجد بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، معترفا بأن الأشغال فيه متوقفة منذ 2004، داعيا المصالح المعنية إلى استكمال الأشغال وتسليم السكنات لأصحابها، خاصة وأنهم دفعوا الشطر الأول من المبلغ المالي الكامل.