مجددا، اقتحم يهود متطرفون، أمس، مسجد الأقصى المبارك، وتجولوا في باحاته بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تؤمن لهم عمليات اقتحام أصبحت شبه يومية ضد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. واقتحم ما لا يقل عن 200 يهودي الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحجة أداء صلواتهم التلمودية وسط تعالي تكبيرات المصلين المرابطين بالمسجد وطلبة حلقات العلم في مشهد خيم عليه الغضب والتوتر. وتأتي عملية الاقتحام في وقت كشفت فيه مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في مدينة القدسالمحتلة عن مخطط يعود لمجموعات يهودية تتقدمها مرجعيات دينية لإقناع أكبر عدد من المرجعيات اليهودية للانضمام إلى جمعية رسمية تهدف إلى بناء كنيس يهودي على جزء من المسجد الأقصى بمكان المدخل الرئيسي للمصلى المرواني الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد المبارك. وكشفت المؤسسة عن موافقة ما يسمى "بمسجل الجمعيات الإسرائيلية" على تسجيل جمعية رسمية ستعمل على بناء هذا الكنيس يهودي. ووصفت هذا المخطط بالخطير جدا كونه خطوة غير مسبوقة تؤكد أن أذرع الاحتلال تصعّد من استهدافها للمسجد الأقصى خاصة وأن هذه المجموعات اليهودية تعتبر بناء الكنيس المذكور "خطوة لتسريع بناء الهيكل المزعوم". وذكرت المؤسسة أن عددا من المرجعيات الدينية اليهودية في مدارس وكنائس يهودية متفرقة بادروا قبل حوالي سبعة أشهر لتأسيس جمعية رسمية تهدف بالأساس لبناء الكنيس اليهودي الذي في حال إقامته سيكون بكل تأكيد رمزا للسيطرة الإسرائيلية الحقيقية على الأقصى ونقطة تواجد دائمة فيه. ويزيد من خطورة الوضع بالمدينة المقدسة تحذيرات النائب مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بأن تطبيق قانون أملاك الغائبين على سكان القدس سيكون بمثابة "تطهير عرقي" تمارسه إسرائيل في المدينة من أجل مصادرة عقارات المقدسيين ومنحها للمستوطنين بهدف تغيير الواقع الديمغرافي في المدينة المقدسة. وقال البرغوثي إن خطورة القانون العنصري تكمن في أنه يهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها الأصليين وتعتبرهم في حكم الغائبين في وطنهم، فإسرائيل تسحب هويات عشرات الآلاف باليد اليمني وتريد سلبهم بعد ذلك أملاكهم باليد اليسرى. وحذر من انعكاسات القانون على الوجود الفلسطينيبالقدس كونه يستهدف آلاف العقارات والأملاك ويأتي ضمن سياسية التطهير العرقي التي تنتهجها دولة الاحتلال لتصفية الوجود الفلسطينيبالقدس الشريف. من جهة أخرى، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها الشديد إزاء تدهور الحالة الصحية لسبعة فلسطينيين محتجزين لدى إسرائيل ومضربين عن الطعام منذ فترات طويلة احتجاجا على ظروف اعتقالهم. وقال خوان شايرر رئيس بعثة اللجنة الدولية في الأراضي الفلسطينية إن "حياة المضرب عن الطعام عماد البطران في خطر محدق ما لم تجد سلطات الاحتجاز حلا فوريا". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد الجمعة الماضي خلال زيارته فلسطينالمحتلة بأن قضية الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الاسرائيلي في أعلى سلم أولوياته.