ندد أمس الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس بقرار سلطة الآثار الإسرائيلية المتضمن الإعلان عن مخطط لبناء كنيس كبير يدعى (فخر إسرائيل) على بعد مئتي متر فقط عن المسجد الأقصى المبارك. وقال سلامة في بيان تسلمت ''المستقبل'' نسخة منه أمس، إن هذا القرار يأتي في وقت تتعرض فيه المدينة المقدسة بصفة عامة والمقدسات بصفة خاصة إلى مذبحة إسرائيلية في محاولة لتزييف التاريخ وتغيير الواقع، محذرا من هذه الخطوة الجديدة والتي تأتي في سياق تهويد الأماكن المقدسة خاصة بعد القرار الإسرائيلي بضم المسجد الإبراهيمي بالخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي. وأكد سلامة أن هذا المخطط الجديد يأتي بعد افتتاح كنيس الخراب منتصف الشهر الماضي والذي يعد أكبر كنيس أقامته سلطات الاحتلال بجوار المسجد الأقصى المبارك، حيث جاء افتتاحه بعد إقامة أكثر من ستين كنيسا في المدينة المقدسية، كما يأتي المخطط الجديد في ضوء قيام الجماعات المتطرفة الإسرائيلية باقتحامات متكررة للمسجد الأقصى المبارك لإقامة صلواتهم التلمودية وتلاوة ترانيمهم الدينية، وكذلك قيام سلطات الاحتلال بإغلاق الطرق المؤدية للمسجد الأقصى المبارك، وعدم السماح لمن هم دون الخمسين من أبناء القدس من الوصول للمسجد الأقصى المبارك، في محاولة للتقليل من أعداد المصلين الذين يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك. واعتبر سلامة أن هذه الخطوات وإقامة الكنيس ما هي إلا توطئة لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك لا سمح الله، خصوصا بعد المحاولات الفاشلة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا، وكذلك محاولاتهم لاختلاق تاريخ يهودي مزيف داخل المدينة المقدسة، بالإضافة إلى محاولة إخفاء معالم المسجد الأقصى المبارك، خاصة قبة الصخرة المشرفة، لأنها المعلم الأوضح والأبرز في مدينة القدس. وحمل الشيخ سلامة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تلك الأعمال الخطيرة، وحذر من أن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها، مؤكدا أن المساس بالمسجد الأقصى المبارك هو مساس بعقيدة جميع المسلمين في العالم، ويتنافى مع الشرائع السماوية وكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.ووجه الشيخ سلامة تحية إكبار وإجلال إلى المقدسيين وفلسطينيي الداخل على صمودهم ومقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين وثباتهم داخل المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، مشددا على أن هذه الوقفة المشرفة لهم هي التي منعت اليهود والمستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى المبارك مجددا، كما ناشدهم بضرورة شد الرحال إليه دائما، داعيا الأمة العربية والإسلامية وحتى المسيحية للتدخل لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء من الهدم.