تشير إحصائيات شهري جوان وجويلية 2013 إلى استقبال شواطئ بومرداس لأكثر من 6 ملايين مصطاف، ومن المرتقب أن يشهد شهر أوت الجاري استقبال ما يزيد عن 5 ملايين مصطاف، فيما سيتوافد على شواطئ الولاية حوالي 700 ألف مصطاف خلال سبتمبر الداخل، مما يعني أن أكثر من 11 مليون مصطاف توافدوا على شواطئ الولاية للراحة والاستجمام خلال موسم الاصطياف الحالي، وهو العدد الذي تمت المراهنة عليه في انتظار تجاوز هذا العدد بكثير في مواسم الاصطياف مستقبلا. تشير المعطيات المستقاة من مديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية بومرداس، أنه تم فتح 4 شواطئ جديدة للمصطافين خلال الموسم الصيفي الجاري بعد تهيئة شاملة لها، وهو ما يرفع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة بالولاية إلى 32 شاطئا، إذ عرفت منذ شهر فيفري إلى جوان الماضيين، أشغال تهيئة مكثفة للرفع من عدد المصطافين المتوافدين على شواطئ الولاية، فيما تم توسيع عدد منها وجعلها نموذجية، على غرار شواطئ “صالين” بدلس، “الرمال الذهبية” بزموري، شاطئيّ “جنات العائلي” و«جنات المحجر”، “الصغيرات”، بومرداس مركز، إلى جانب شاطئي “قورصو” و«قدواري”. وهي الشواطئ التي يصل عدد المصطافين في الواحد منها إلى قرابة ال10 آلاف مصطاف في نهاية عطلة الأسبوع لوحدها. وقد وصل المبلغ الإجمالي لإعادة تهيئة هذه الشواطئ إلى 336 مليون دينار، حسب ما كشفه ل«المساء” السيد نور زوليم، مدير السياحة والصناعات التقليدية. ولجعلها ولاية سياحية بامتياز، تم تدارك عدة نقائص، كزيادة عدد الأسّرة لاستقبال المصطافين، إلى جانب توسيع عدد حظائر السيارات، مع استحداث أخرى، وكذا فتح فضاءات جديدة للعب الأطفال، مساحات خضراء وغيرها، يدخل هذا ضمن مخطط التوسع السياحي للولاية، حسب نفس المصدر. الطريق السيّار ساهم في تدفق المصطافين وتمتاز ولاية بومرداس بالجمع بين الغطاء الغابي الطويل وشواطئ البحر الذهبية، غير أن الملاحظ أن غابة الساحل التي تبلغ مساحتها حوالي 3 هكتارات تبقى غير مستغلة، إذ من الممكن جدا تحويل مساحات واسعة من الغابة إلى منطقة جذب سياحي لو يتم تهيئتها بمرافق استقبال، خاصة أن بها مساحات مسطحة بغطاء عشبي وأشجار وارفة الظلال، “لكن مستقبلا قد يتم استغلالها، خاصة أن ثمة برامج استثمارية بالتنسيق مع مديرية البيئة لنفس الأمر”، يقول السيد زوليم. وتستقطب شواطئ بومرداس طوال الموسم الصيفي المصطافين، الزوار والمتنزهين من عدة ولايات، فإلى وقت قريب كانت الولاية تعرف توافد مصطافين من ولايات الجزائر، تيزي وزو والبويرة باعتبارها ولايات قريبة، لكن توسعت قائمة الولايات الوافد زوارها إلى بومرداس بفضل الطريق السيار شرق-غرب، حيث تم تسجيل زوار من ولايات سطيف، باتنة، برج بوعريريج، بسكرةوالمسيلة، ويعرف ذلك من لوحات ترقيم الحافلات التي تنقل أعدادا متزايدة من رواد البحر وطالبي الاستجمام. وزاد من إقبال المصطافين على الولاية، ازدياد عدد الأسرّة الفندقية الذي وصل خلال الموسم الصيفي الجاري إلى 3200 سرير موزع على 18 فندقا، يضاف إليها 20 ألف سرير موزع بين المخيمات الصيفية، مراكز التخييم والمؤسسات التربوية المستغلة صيفا. ويستمتع الزائر للولاية بمنظر الغابة التي تعانق البحر، مما يغري العديد من الزوار بالتوجه إلى شواطئها للاستمتاع بأوقات الراحة والاستجمام. وأعرب خالد سليمان القادم من ولاية المسيلة، عن إعجابه الشديد بشواطئ “الصغيرات”، الواجهة البحرية وقورصو، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أن يتمتع وأسرته بمناظر جذابة وأجواء عائلية مرحة، خاصة أن تلك الشواطئ تسمح للعائلات بالاستمتاع بالأجواء الصيفية، بالنظر إلى المرافق الخدماتية المتوفرة فيها، بما في ذلك المساحات الخضراء وفضاءات لعب الأطفال. فيما قال أبو حسام من العاصمة؛ إنه يقصد شواطئ بومرداس للاستمتاع بالسباحة والأجواء الصيفية. وقال؛ إن الشواطئ جميلة ونظيفة والمياه فيها صافية تساعد الجميع على السباحة وقضاء أوقات ممتعة. من جهته، أفاد أبو أحمد من بومرداس أنه قضى عدة عطل في ولايات أخرى مثل؛ بجاية، الطارف وتيزي وزو، لكنه يفضل ولايته لطقسها الجميل، فضلا عن شواطئها النظيفة التي تتميز بمياه صافية، لافتا إلى أن ما يميز بومرداس هو قربها من عدة ولايات، مما يجعلها قبلة العديد من العائلات الباحثة عن الراحة والاستجمام. وحث الجهات المختصة على الاهتمام أكثر بالولاية ودعمها بمزيد من الخدمات السياحية، دعما للسياحة الداخلية، وأضاف أن بومرداس لا تتميز بشواطئها الجميلة فحسب، وإنما هناك شريط غابة الساحل الخلاب الذي يتأسف من عدم استغلاله سياحيا. غابة قورصو مراهنة على الجذب السياحي يشكل شاطئ قورصو مقصدا سياحيا بامتياز بفضل نظافته من جهة، وغابته التي يتم استغلالها منذ سنوات خلت كعامل جذب سياحي، حيث أصبحت اليوم قبلة المصطافين نهارا وليلا طوال موسم الحر، وهي تتربع على مساحة تقدر بحوالي هكتار، تم تهيئتها بفضاءات لعب للأطفال يصل عددها اليوم إلى 5 فضاءات، بعدما كانت من قبل عبارة عن فضاءين اثنين لا غير، إضافة إلى تهيئة “اسبلاناد” للعائلات التي تقصدها من الولاية وحتى من خارجها نظرا لجمالية المكان الذي تزينه الأشجار الباسقة وارفة الظلال، وكذا مختلف الخدمات المتوفرة بها من مطاعم، محلات “الفاست فود”، المراحيض والمرشات، مع توفر الإنارة، إضافة إلى منح رخصة استغلال لشباب يقومون باستئجار طاولات بلاستيكية، مع تقديم خدمات الشاي، المكسرات وكذا سكاكر للأطفال، وهو ما يسمح لأعداد متزايدة من العائلات بإيجاد مكان والاستمتاع بالجو المنعش والطقس الجميل. وما زاد من التوافد الكبير على الغابة والشاطئ على حد سواء، الرفع من عدد حظائر السيارات، بحيث يتردد على شاطئ قورصو يوميا ما يقارب من 550 سيارة موزعة على أربع حظائر، يتضاعف عددها ليصل إلى حوالي 1000 سيارة في عطلة نهاية الأسبوع، حسب السيد عبد الكريم بوباشيش، نائب رئيس بلدية قورصو الذي افترض لو أن كل سيارة إذا أقلت أسرة من أربعة أفراد، فإن متوسط المترددين على شاطئ وغابة قورصو في يوم واحد يصل إلى أربعة آلاف، يتضاعف في عطلة نهاية الأسبوع ليبلغ حوالي 10 آلاف زائر ومصطاف. تجدر الإشارة إلى أنه تم منح رخص استغلال 53 مساحة بالشواطئ المسموحة للسباحة لصالح شباب من ولاية بومرداس دعما لليد العاملة المحلية، حيث يستغل 19 شخصا 24 حصة، فيما تكفلت بلديات الولاية باستغلال 29 حصة، إضافة إلى ترك فضاءات حرة بين كل شاطئ مستأجر وآخر بما يصل إلى 60 حصة، وهو ما يسمح للأفراد وحتى العائلات بنصب شمسياتها الخاصة دون اللجوء للاستئجار.