تستقطب أسواق ومحلات بيع التحف التذكارية والهدايا اهتمام العديد من الزوار المحليين والأجانب، الذين يتوافدون على شراء بعض الهدايا في فصل الصيف، حيث يجد أبناء الجالية المقيمون بالخارج ضالتهم فيما يعرض بالساحات العمومية والمحلات وهو ما استحسنه التجار الذين انتعش نشاطهم. تنتعش تجارة التحف التذكارية خلال مواسم الإجازات، وتختلف هذه التحف من الأواني النحاسية والفخارية التي يظهر عليها علم الجزائر، أو التضاريس الصحراوية الجزائرية أو نقوشات بربرية تعكس الثقافة المحلية. والمتجول في ساحة بور سعيد المعروفة ب«السكوار"، يقف عند تزين العديد من الطاولات المنصوبة على الأرصفة بالهدايا المختلفة والمزخرفة والمشغولات اليدوية التي تشتم منها رائحة الصناعة التقليدية المصنوعة من الطين، والخشب طبيعي، إلى جانب الحلي من الفضة والنحاس التي تعرف ازدهارا خلال موسم الصيف. وما شد انتباهنا عند زيارة المعرض مجسمات لسفن صغيرة ومتوسطة الحجم التي تعرض على الطاولات لترمز للميناء والتي تعرف إقبالا كبيرا عليها كونها ترمز إلى عظمة أسطول الجزائر في العهود الغابرة. كما تعرف المحلات المتواجدة في شارع الأمير عبد القادر هي الأخرى إقبالا كبيرا وتحديدا من أفراد الجالية لاختيار هدايا تعكس مدى تعلقهم بالتقاليد المحلية، حيث يكثر حسب بعض الباعة الذين تحدثت إليهم "المساء" الطلب على كل ما يرمز للحضارة العربية والإسلامية والبربرية. ويمثل السياح الأجانب وأفراد الجالية أهم الشرائح التي تقبل على شراء الهدايا مع حلول فصل الصيف، لاسيما وأن الأسعار التي تباع بها هذه السلع معقولة وهذا ما يفسر الإقبال عليها بشكل متصاعد. وتتراوح تكاليف الهدايا التراثية من فوانيس، وأوان ومزهريات مصنوعة باليد بين 1000 و3000 دج، فيما تباع الفضة بين 700 و1500 دج للغرام الواحد تبعا للنوع والحجم، وجهة الصنع والمكونات. وخلال الجولة التي قادت "المساء" إلى هذه المحلات لاستطلاع رأي الزبائن ودوافع إقبالهم عليها، كان لها لقاء مع السيدة "نبيلة" (46) سنة تقيم بفرنسا، جاءت للجزائر لتمضية العطلة الصيفية، حيث قالت "في كل مرة أزور فيها الوطن أبحث عن هذا النوع من المحلات لشراء هدايا لأفراد عائلتي لأني أشعر بالحنين للبلاد، فوضع هذه التحف في بيتي يجعلني أشعر بدفء وطني الذي أشتاق إليه ما إن أغادره". من جهته، يقول وليد بائع تحف "إن الإقبال يكثر على محلات الهدايا والتحف في هذا الموسم من السنة، ليس من طرف الأجانب والسياح فقط، وإنما من طرف المواطنين الذين يتأهبون للذهاب إلى دول أخرى لزيارتها فتكون هذه التحف بمثابة هدايا فريدة من نوعها تقدم إلى المستضيفين". وتحتوي محلات المصنوعات التراثية العديد من الأدوات المصنوعة باليد التي تدخل في تركيبتها مواد طبيعية كالصوف، والخيش، والقش، والوبر، والطين والحديد، والفضة والنحاس، وتتعدد الحرف بين الملابس التقليدية، والقبعات والأحذية الجلدية، والحقائب اليدوية، ومحافظ النقود التقليدية، والأواني والحلي وحاملات المفاتيح وعلب المجوهرات بنقوش جميلة ذات الطابع العربي الامازيغي ومن مختلف الألوان. كما يعرض هذا النوع من المحلات العديد من الأفرشة التقليدية على غرار الزرابي المصنوعة من الصوف، والوبر ذات الألوان الزاهية يقبل على شرائها الأجانب خاصة، إلى جانب الآلات الموسيقية مثل المزمار والطبل وكلها مصنوعة يدويا وبمواد طبيعية. هنالك أيضا نوع آخر من الهدايا التي يقبل عليها بشدة الزبائن حسب وليد الذي قال "نبيع أيضا مجسمات الحيوانات المصنوعة من العاج الأسود، على غرار الفيلة والزرافات والغزلان وتختلف أسعار هذه التماثيل حسب عدد القطع لتصل إلى حدود 9000 دينار جزائري". وتحمل العديد من هذه المنحوتات علم الجزائر ثلاثي الألوان أو اسم الجزائر، ولعل هذا ما يدفع بالمغتربين تحديدا إلى اقتنائها كونها تعكس انتماءهم وشغفهم بوطنهم.