المتعارَف عليه في كرة القدم أن المدربين بصفة عامة لا يحبّذون تغيير تعداد فريق يجيد اللعب والانتصار، غير أن ألان غيغر الذي يقود العارضة الفنية لمولودية الجزائر، لم يُخف رغبته في مخالفة هذه القاعدة رغم أن هذا الإجراء يُعتبر في نظر العارفين مجازفة تبيّن حس وشجاعة المدرب في اتخاذ القرارات، لكنه قد يدفعه إلى ارتكاب أخطاء تُحسب عليه في حالة الإخفاق. ولا شك أن تواضع مستوى فريق شباب عين فكرون المنافس القادم للعميد هو الذي جعل التقني السويسري يفكر في اتخاذ هذا الإجراء، لا سيما أن فريقه سيستفيد من عامل الملعب والجمهور؛ مما يرفع من نسبة انتصار فريقه على المنافس، الذي أبان عن ضعف كبير في الجولة الأولى من البطولة؛ حيث انهزم بعقر داره أمام صاحب اللقب وفاق سطيف. كما أن تسرع ألان غيغر في إدخال تغييرات على التشكيلة التي فازت في الجولة الأولى خارج ديارها أمام شبيبة بجاية، يفسره رغبته في التعرف مبكرا على مستوى لاعبيه في المباريات الرسمية ومدى قدرتهم على الاحتفاظ بوتيرة البطولة،لا سيما أن هذه الأخيرة ستعرف برمجة ثلاث مباريات في الأسبوع؛ مما يعني أن المدرب غيغر يريد أن يكون بين يديه لاعبون جاهزون بنسبة كبيرة من الناحية البدنية، التي تُعد عاملا هاما في خلق التنافس بين اللاعبين. وكان غيغر قد فاجأ أنصار العميد لمّا وضع في قائمة البدلاء لاعبين ظن الجميع أنهم سيكونون ضمن التشكيلة الأساسية التي واجهت فريق "يما ڤورايا"، على غرار وسط الميدان مترف والمدافعين حشود وأكساس. وبات من المؤكد أن المدرب السويسري يريد تعويد لاعبيه بسرعة على الخيارات التي يقوم بها لتحديد معالم التشكيلة الأساسية، ويتجنب بذلك استياء أو عدم رضا بعضهم في كل ما يقوم به، فضلا عن أن غيغر يريد بدون شك الحفاظ على جاهزية لاعبيه وتجنيبهم التعرض للإصابات؛ من خلال إراحة البعض من حين إلى آخر مادام لديه البديل في كل المناصب، وهو ما تَبين بشكل خاص في بجاية، لما فضّل الاعتماد في الجهة اليمنى من الدفاع على عبد القادر بصغير عوض حشود رغم أنه اطّلع جيدا على إمكانات هذا الأخير، الذي كان تحت قيادته في فريق وفاق سطيف، لكنه لا يستبعد أن يلعب حشود كأساسي في المباراة القادمة ضد شباب عين فكرون. ويتوقع أنصار العميد أن يحدث تنافس كبير بين هذين اللاعبين في المباريات القادمة. ويُنتظر أن يطالب غيغر لاعبيه بضرورة الفوز أمام عين فكرون؛ لأن تحقيق هذا المبتغى سيرفع من معنويات الفريق ويترك لاعبيه يواصلون العمل في ظروف بسيكولوجية ممتازة، ويُبعدهم بصفة خاصة عن ضغط الجمهور، ناهيك عن أنه يريح إدارة النادي، التي أصبحت تراقب كل كبيرة وصغيرة في الفريق منذ التربص الأول في المغرب بعد أن أبلغت اللاعبين بضرورة التمسك بالنظام الداخلي للفريق، سواء فيما يتعلق بعلاقاتهم مع المدرب واحترام خياراته أو التصرف فيما بينهم.