تطالب العائلات المتوافدة على شاطئ البهجة الواقع على مستوى بلدية عين البنيان، بضرورة التدخل العاجل لردع وفرض غرامات على كل متسبب في تدهور وتلويث البيئة البحرية، خاصة أن الشاطئ يعد من أكبر شواطئ البلدية، إذ لم يعرف وضعا مماثلا من قبل، بسبب رمي بعض العائلات للنفايات التي شوهت المنظر الجمالي لهذا الشاطئ، غير مبالين بالأضرار المترتبة عن هذه التصرفات غير الحضارية، الأمر الذي بات يؤرق المتوافدين على هذا الشاطئ. وفي زيارتنا إلى شاطئ البهجة بعين البنيان، لاحظنا أكوام النفايات الهائلة المكدسة بالمكان، إذ بمجرد وصولنا إلى المكان، شاهدنا مخلفات المأكولات وقارورات المياه والمشروبات الكحولية مبعثرة في كل مكان، وعند اقترابنا من بعض العائلات التي كانت متواجدة هناك، أعربت هذه الأخيرة عن انتقادها لهذا الوضع المتردي، بعد محاصرة القمامات للمكان، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي غزت الشاطئ، فضلا عن رمي بقايا هدم في المساحات الرملية، كما أرجع بعض الزوار الذين تحدثنا معهم، تفاقم الوضع إلى التصرف غير الحضاري لبعض المواطنين، مستغربين أمر تجاهل السلطات المعنية للوضع. وأكد أحد العاملين بالشاطئ ل»المساء»، أن شاطئ البهجة محاذ لمركز تصفية وتطهير المياه الذي تصب مخلفاته مباشرة في البحر، بالإضافة إلى رائحتها الكريهة، ملحقة أضرارا كبيرة بالثروة السمكية، فضلا عن مختلف النفايات الناتجة عن بعض العائلات التي تقضي يومياتها في البحر تاركة وراءها أكياسا بلاستيكية وغيرها من النفايات، مشيرا إلى الشباب الذين يستغلون فرصة صمت السلطات المحلية للتسكع ليلا، وتعاطي الممنوعات ورمي القارورات في أي مكان، في غياب التوعية وثقافة النظافة. وقال مواطن آخر بأنه يقصد الشاطئ من أجل ممارسة الرياضة مع أصدقائه، لا للسباحة فيه، مشيرا إلى الأمراض التي قد تصيب من يسبح فيه، خاصة الجلدية منها، لهذا يفضلون استغلال المساحات الرملية للتسلية. في حين أعربت بعض العائلات المصطافة عن تخوفها من الأخطار الناجمة عن تلوث الشاطئ بشتى المخلفات، خاصة مع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، حيث يهدد هذا الوضع صحة الذين يسبحون في البحر، مشيرين في نفس الوقت إلى سبب توافدهم على المكان، رغم تلوثه، حيث يقطن معظمهم بمقربة من هذا الشاطئ، مع العلم أن الشواطئ المجاورة الأخرى تعرف حالة مماثلة لشاطئ البهجة، يؤكد محدثونا. وما زاد الطين بلة، انتشار الجرذان، الحشرات الضارة ومختلف الحيوانات الضالة بالمنطقة بمجرد غروب الشمس، جراء الكم الهائل من النفايات المتواجدة هناك، متسائلين عن غياب الرقابة عن الشواطئ. وأمام هذا الوضع البيئي المتردي، تناشد العائلات المصطافة السلطات المحلية التدخل العاجل لتطهير الشاطئ، من خلال التكثيف في دوريات عمال النظافة وأمن مراقبة الشواطئ، مع زيادة حاويات رمي القمامات، فضلا عن فرض عقوبات صارمة للمخالفات البيئية، من أجل التصدي لمخاطر تدهور نوعية مياه البحر، لاسيما المساحات الرملية الملوثة بالمنطقة، وإنهاء هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على حياة الناس وسلامة البيئة. من جهتها، نفت السيدة ياسمينة بن شاكر، عضو في المجلس الشعبي البلدي في تصريحها ل «المساء»، وجود مشكل النفايات والمخلفات التي تتركها العائلات على الشاطئ، قائلة؛ «هناك شاحنات تعمل على تطهير المكان بصفة يومية منتظمة، والمشكل يكمن في أصحاب السكنات التساهمية المستلمة حديثا، حيث يقوم سكان هذه البنايات برمي النفايات الصلبة المترتبة عن عمليات الردم، خاصة خلال الفترة الليلية، حيث يستغلون فرصة الظلام واتساع الشاطئ لرمي بقايا البنايات على المساحات الرملية. وأشارت السيدة ياسمينة إلى أن الشاطئ يحاذي أكبر مركز لتصفية المياه المستعملة، ومع هذا، فإنه لا تغزوه أي مياه ملوثة، مطمئنة المواطنين بعدم وجود أي خطر على صحتهم.