تعرف بعض الشواطئ حالة بيئية مزرية نتيجة تصرفات بعض أصحاب المحلات وحتى بعض العائلات التي تنصب خيمها بها، تاركة خلفها فضلاتها وحتى القمامات أدت إلى تلوث رمال ومياه البحر وتسببت في تشويه الجانب الجمالي والطبيعي لها، بسبب عدم احترامهم لشروط النظافة التي يعتبرها بعضهم أنها تصرفات بسيطة، لكنها تشكل مخاطر صحية على المصطافين الذين يتوافدون بشكل كبير عليها خلال موسم الصيف، وهو ما أدى إلى إصابة البعض بأمراض جلدية بعد سباحتهم، فعوض الاستمتاع بالعطلة تسببت تلك التصرفات في بقائهم طريحي الفراش. هذا ما لاحظناه بأحد الشواطئ التي تتراكم بها قنينات زجاجية وحتى بلاستيكية إضافة إلى إلقاء أحد أصحاب المحلات المقابلة لهذا الشاطئ لعدد كبير من الصناديق وحتى مياه التنظيف الملوثة به، والغريب تواجد أعداد كبيرة من العائلات القاطنة بالحي تسبح بنفس الشاطئ وقنوات الصرف الصحي مختلطة مع مياه البحر، وقد أكدت لنا فضيلة أن ابنها قد أصيب بفطريات جلدية بسبب السباحة بهذا الشاطئ الذي تحول إلى مكان للتخلص من القمامات حسب قولها، وهو ما دفعها إلى قطع مسافات طويلة لتعثر على شاطئ نظيف لتحمي أطفالها من خطر الإصابة بالأمراض الجلدية. أمينة هي الأخرى منعها تلوث الشاطئ الوحيد القريب من منزلها من الاستمتاع بعطلتها الصيفية لتخوفها من الإصابة بالأمراض، حيث شاهدت تصرفات غير لائقة لبعض المصطافين الذين حولوا البحر إلى مكان للتخلص من الفضلات، سواء بالتبرز أو التبول به وهو ما منعها من السباحة به. ولم يقتصر الأمر على الفضلات التي تتسبب في إصابة المصطافين بأمراض جلدية، بل وصل ببعض المحلات التجارية بأحد الشواطئ إلى إيصال قنوات الصرف الصحي بالشاطئ، غير واضع بعين الاعتبار ما ينجم عن تلك التصرفات من مخاطر صحية على العائلات المتوافدة على الشاطئ، وقد أكدت سامية أنها قد منعت أطفالها من السباحة خوفا من إصابتهم بالأمراض ولم يستمتعوا بعطلتهم الصيفية نظرا لعدم تمكنهم من التنقل إلى شواطئ أخرى، لبعد مسافتها وتواجد هذا الشاطئ بالقرب من مسكنها. حوادث أخرى تنجم عن إلقاء القارورات الزجاجية المكسورة داخل البحر والتي أدت إلى إصابة بعض المصطافين بجروح خطيرة، وهو ما حدث لسمير حيث أكد أن طفله قد أصيب بقطع بشرايين قدميه بعد أن دهس قارورة زجاجية مكسورة وهو يسبح داخل البحر. تنقلنا إلى شاطئ شرشال فلاحظنا المجهودات التي يبذلها بعض الأطفال المتربصين بالكشافة، وقد أكد أحد من تحدثنا إليهم أنهم يساهمون في حملة تنظيف الشواطئ ويحملون شعارات تحسيسية لتوعية المصطافين، بضرورة الحفاظ على مياه ورمال البحر من التلوث للوقاية من الأمراض التي تسببها الميكروبات التي تنتج عن الفضلات المتراكمة بالبحر. وتبقى تلك الممارسات السلبية المنتهجة من طرف بعض الأشخاص المتواجدين بالشواطئ ناتجة عن عدم امتلاكهم لثقافة الحفاظ على البيئة، أو ما تسببه تلك الممارسات المنتهجة من مخاطر صحية أو تشويه للجانب الجمالي لشواطئ البحر.