شهدت اللحوم البيضاء بمدينة سكيكدة خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا تصاعديا، حيث فاق سعر الكيلوغرام الواحد 450 دينارا، وسط حيرة المستهلكين، مما جعل العديد منهم يعزفون مرغمين عن شرائه، لينضم إلى قائمة المقتنيات السوداء الطويلة التي لم يعد بمقدور المواطن البسيط اقتناءها، على غرار السمك، اللحوم الحمراء والتمور. وأرجع بعض التجار المتخصصين في بيع اللحوم الحمراء بالسوق المغطاة، بوسط مدينة سكيكدة، في تصريح ل «المساء»، سبب ارتفاع الأسعار إلى تجار الجملة الذين رفعوا بدورهم من سعر الكيلوغرام الواحد إلى حدود 230 دج، وبدورهم، أرجع بعض منتجي الدجاج بالولاية سبب هذا الارتفاع إلى ما تعرفه المواد الأولية لتغذية الدواجن من غلاء في الأسواق الدولية، من بينها الصوجا والذرة، تزامنا مع إلغاء الضريبة على القيمة المضافة على المواد الأولية التي كانت نسبتها 17بالمائة. ويرى هؤلاء أن عودة الأسعار إلى ما كانت عليه من قبل، أي بين 140 دج/ كلغ و160 دج/كلغ مرهون بتمديد إجراء إلغاء الرسوم على هاتين المادتين الأوليين اللتين تشكلان 80 بالمائة من أغذية الدواجن في قانون المالية التكميلي لسنة 2013، رغم أن بعض باعة الجملة الذين تحدثنا إليهم على مستوى بلدية حمادي كرومة عللوا ارتفاع الأسعار بنشاط بعض بارونات ومافيا الدجاج الذين يستغلون التحفيزات التي منحتها الدولة للمربين من أجل المضاربة بأسعار اللحوم البيضاء، بالخصوص بعد الإقبال الذي عرفته هذه الأخيرة في هذا الشأن خلال السداسي الأول من السنة الجارية. فيما رأى البعض الآخر أن ارتفاع الأسعار مرهون بمدى الإقبال الذي يعرفه بسبب الأعراس ونشاط المطاعم خلال هذا الفصل، على أن تعرف استقرارا بداية من شهر أكتوبر المقبل، أما المواطنون ممن تحدثنا معهم، فاعتبروا أن ارتفاع الأسعار مرده الأساسي غياب المراقبة الصارمة من قبل المصالح المختصة، جشع التجار والمضاربة التي تقودها حسبهم مافيا متخصصة في استنزاف ما بقي من أموال البسطاء.