يواصل المنتخب الوطني تدريباته بالمركز التقني لسيدي موسى التابع للفاف تحت قيادة وحيد حليلوزيتش، الذي سيدخل اليوم في الأمور الجدية من خلال تحديد معالم الاستراتيجية التي يريد الاعتماد عليها في المباراة الرسمية القادمة ضد مالي هذا الثلاثاء بملعب البليدة مصطفى تشاكر، لحساب الجولة السادسة من الدور الثاني للتصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014 بالبرازيل. وكان الفريق الوطني الجزائري قد حسم التأهل إلى الدور التصفوي الثالث والأخير خلال الجولة السابقة، إثر فوزه خارج قواعده ضد كل من البنين ورواندا بنفس النتيجة (1/ 0)، إلا أن العامل الذي يثير حاليا قلق المدرب حليلوزيتش له علاقة بالإصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين، فضلا عن قلة استعدادات الكثيرين في الجانب البدني. ولحسن حظ التقني البوسني أن هذا التربص انطلق مبكرا ويمكنه إيجاد الحلول الناجعة من أجل إعداد تشكيلة يمكنه الاعتماد عليها أمام المنتخب المالي. وبات من الواضح أن المدرب الوطني لا يمكنه من الآن الاعتماد على اللاعبين الياسين كادامورو والحارس عز الدين دوخا ومهدي لحسن، الذين تأكد بصفة نهائية عدم قدرتهم على خوض هذا اللقاء بسبب معاناتهم من الإصابة، وقد يضاف إليهم مهاجم غرناطة ياسين إبراهيمي، الذي يشكو هو الآخر من إصابة خفيفة دفعت الطاقم الفني إلى إخضاعه لتدريبات فردية حتى لا تتأثر حالته أكثر. ولا شك أن التقني البوسني كان قد تَنبّأ الوقوع في هذا الوضع، وهو ما يفسر تسرعه إلى استدعاء لاعبين محليين التحقوا بمعسكر المنتخب، وهم زيتي (مدافع) وخذايرية (حارس مرمى) وقروي (مهاجم) والعرفي (وسط ميدان)، ليلتقوا بالعناصر الأخرى التي تنشط في الرابطة الاحترافية الأولى، ويُعد ذلك سابقة منذ اعتلاء حليلوزيتش العارضة الفنية للخضر.
أهمية كبيرة لحسان يبدة وإسحاق بلفوضيل وقد سعى المدرب الوطني منذ انطلاق التربص إلى التنويع في التدريبات مع انتقاء من حين لآخر، مجموعة من اللاعبين وإخضاعهم لتمرينات في الجانب التكتيكي. وقد لاحظ من تابع التدريبات أن حليلوزيتش يولي أهمية كبيرة للاعبين، الذين خاضوا مبارتي البنين ورواندا، ما يعني أن الفريق الذي سيخوض لقاء العاشر من الشهر الجاري، سيكون مشابها من حيث التعداد مع التشكيلة التي لعبت التصفيات في هذين البلدين، لكن هناك احتمالا كبيرا أن يكون كل من وسط الميدان حسان يبدة والمهاجم إسحاق بلفوضيل، ضمن هذه القائمة، لا سيما أن حليلوزيتش يريد أن يتأكد من الحالة التنافسية للاعب غرناطة بعد غياب دام أكثر من سنة؛ بسبب الإصابة، ويسعى، من جهة أخرى، لتعويد لاعب أنتر ميلانو على خطته التكتيكية، ونفس الشيء يمكن القول عليه بخصوص الدفاع الذي يثير حيرة حليلوزيتش، لا سيما في المحور، حيث يُعد بوڤرة العنصر الوحيد الذي ضمن مكانته على هذا المستوى، ويتعين على التقني البوسني النظر فيما إذا كان حاراك نادي (باستيا) أو ريال (شبيبة القبائل) بوسعه اللعب إلى جانب لاعب لاخويا القطري، الذي يستعيد مستواه الدولي تدريجيا. كما إن خط الهجوم يثير مخاوف حليلوزيتش، الذي يدرك أكثر من غيره، أن اللاعبين سليماني (سبورتينغ ليشبونة) وغيلاس (أ ف سي بورتو) لا يتواجدان في حالة بدنية ممتازة؛ الأول تأخر كثيرا عن إيجاد فريق، والثاني لا يشارك بانتظام في المنافسة الرسمية مع فريقه، ويبقى سوداني المهاجم الوحيد الذي يملك كل إمكاناته البدنية التي أبان عنها مع فريقه الجديد دينامو زغرب الكرواتي؛ حيث أظهر في صفوفه فعالية كبيرة في التهديف.