ثمّن جيوفاني سوليناس مدرب مولودية وهران نقطة التعادل التي عاد بها فريقه من أمام مضيفه وفاق سطيف، الذي كان في نفس وضعية الوهرانيين من ناحية قصر مدة الاسترجاع بعد خوضه لقاء ناجحا الثلاثاء الماضي ضد فريق شباب بلوزداد. وقال سوليناس إن لاعبيه كانوا في المستوى خاصة في الشوط الأول الذي تحصّلوا فيه على الأسبقية في النتيجة بواسطة بن يطو في الدقيقة ال33، والذي فتح بالمناسبة عدّاد أهدافه، وبهذا الهدف الغالي تصالح مع الأنصار الذين غضبوا عليه كثيرا في المقابلتين السابقتين، بسبب ما اعتبروه رعونته في تضييع العديد من الفرص الثمينة. وقد جاء هذا الهدف بعد هجمة مرتدة متقنة بين الثنائي هشام شريف وبوعيشة، الذي أهدى كرة على طبق من ذهب لبن يطو، ليهزم بها حارس وفاق سطيف، ويفجّر فرحة كبيرة في المنعرج الأيمن، الذي عج بحوالي ألف مناصر حمراوي من الأنصار، كابدوا مشقة السفر لمؤازرة فريقهم. وواصل سوليناس يقول عن أداء فريقه: ”أشكر أشبالي على تطبيقهم الصارم لتعليماتي التي كنت أتوسم منها نيل النقاط الثلاث، لكن التعادل يرضيني أيضا لأننا لم نهزم، وهذا مهم جدا للمعنوبات خاصة في بداية البطولة. وأعترف أن نقطة التعادل التي انتزعناها ليست في متناول أي فريق يقابل وفاق سطيف بملعب 8 ماي”. ولم يعمد سوليناس كعادته في هذه المباراة، إلى تغييرات كثيرة من مبدأ عدم تغيير تشكيلة فائزة، وما قام به هو سد ثغرة غياب لاعبين أساسيين اثنين، فدفع ببورزامة مكان المدافع الأيسر شمس الدين نساخ المعاقب، وغيّر منصب سعيدي الذي هو في الأصل مدافع أيمن، ليتولى حراسة الرواق الأيسر، لكنه وجد صعوبة كبيرة في مرافقة وكبح خطورة الجناح الأيمن قورمي، ومن تلك الجهة، وعن طريق نفس اللاعب عدّل الوفاق النتيجة بكرة مخادعة، ولحسن الحظ أن محور الدفاع الوهراني تَعزّز بعودة القوي بلعباس، الذي ساهم بقسط هام في إفشال خطورة ومفعول العديد من الفرص السطايفية، التي كان مصدرها أقدام الإيفواري مارك أولفيي أمادو وزرارة ومادوني. كما أن خط الوسط عرف مشاركة الشاب كوريبة الذي واجه فريقه السابق الذي لعب له لموسمين سابقا مكان الغائب داغولو، والتي كانت إيجابية جدا؛ حيث سمحت لياقته البدنية وبنيته المورفولوجية بفرض نفسه في خط المنتصف وتقديم مباراة مقبولة جدا، وبالتالي كسب نقاط عديدة لدى مدربه الإيطالي، الذي كان مترددا في السابق في الدفع به أساسيا، وتفضيل لاعبين غير جاهزين بدنيا عليه؛ فقط لحنكتهم وتجربتهم. وككوريبة، فإن الحارس دحمان يكون بأدائه الجيد وتدخلاته الفعالة والإيجابية، قد حسم وبنسبة كبيرة لمصلحته، منصب الحارس الأساسي، وسيترك زميله الوافد من ترجي مستغانم بلعربي، في دكة الاحتياط لجولات أخرى. والمهم بالنسبة لمولودية وهران هو نجاحها في اختبارها السطايفي بفضل إرادة لاعبيها، الذين يُجمعون على كلمة واحدة في هذه البداية للمنافسة الرسمية، وهي إنجاز موسم جيد واستثنائي حتى ولو أن بطولة الرابطة الاحترافية الأولى لازالت في جولتها الثالثة فقط، ولازالت هناك اختبارات جدية أخرى قادمة أمام فرق أعلنت عن طموحها مبكرا؛ كشباب قسنطينة واتحاد الحراش وشبيبة القبائل، هذه الأخيرة التي ستستقبل ”الحمراوة” الجولة القادمة بملعبها أول نوفمبر في لقاء واعد، سيعيد بالتأكيد أجواء اللقاءات الكبيرة بينهما أيام عزّ الكرة الجزائرية. ولتحضير هذه الخرجة الصعبة كما يجب، عمد المدرب الإيطالي سوليناس إلى منح لاعبيه يومين راحة، على أن يعودوا إلى أجواء التدريبات عصر يوم غد، بعد أن يكونوا التقطوا أنفاسهم وجدّدوا حيويتهم وطاقتهم؛ تحسبا لذلك اللقاء الكبير المنتظر السبت القادم.