لم تفلح تشكيلة مولودية وهران، في العودة إلى ديارها غانمة، حيث تجرعت هزيمة منطقية أمام فريق شبيبة القبائل بهدفين نظيفين من توقيع عواد في الدقيقة ال16 وبزيوان في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ف«الحمراوة” فشلوا في تكرار سيناريو وفاق سطيف، رغم أنهم دخلوا بتشكيلة مكتملة مع تواجد نساخ وداغولو، ونافسوا المضيف القبائلي بنفس أسلوب لعبهم، خاصة في الشوط الأول، وكانوا قريبين من تعديل الكفة في الدقيقة ال43 لولا براعة الحارس عسلة الذي صد ببراعة ضربة جزاء، نفذها عواد وكان تحصل عليها زميله بوعيشة. وكما كان متوقعا، فإن هذه المواجهة وفت بكل وعودها في هذا الشوط الأول على الأقل، فالكرة ما تفتأ تدخل منطقة حتى تنتقل إلى أخرى بسرعة، ما مكّن العدد الكبير من أنصار الفريقين الذين تابعوا اللقاء من بينهم ألف حمراوي بنفس عدد التذاكر التي وفرتها الإدارة القبائلية لنظيرتها الوهرانية، من الاستمتاع بهذا اللقاء، رغم أن الحمراوة طالبوا بألفي تذكرة أخرى. وشريط هذا الشوط يحيلنا إلى ست فرص تقاسمها الفريقان بالتساوي، أخطرها من صنع أشبال المدرب آيت جودي، وأوضحها فرصة الدقيقة ال16 التي شهدت تسجيل عواج للهدف الأول للشبيبة، بعد تنفيذ ركنية من زميله يسلي، وبالمناسبة، فإن هذا الهدف هو الأول الذي يسجله عواج في فريقه الجديد شبيبة القبائل وضد فريقه السابق مولودية وهران، ونفس اللاعب ضيع الضربة القاضية لقتل المقابلة في الدقيقة ال25، عندما فشل في ترجمة كرة على طبق قدمها له زميله مساعدية، وبالمقابل فإن أخطر محاولات ”الحمراوة” جاءت بواسطة قذفتين من المهاجم الخطير بوعيشة، في الدقيقتين ال4 وال43، وهذه الأخيرة جلبت ضربة جزاء شرعية وصحيحة، بعدما لمس مدافع الشبيبة مرباح الكرة بيده داخل مربع العمليات، فشل عواد في تحويلها إلى هدف التعادل، بعد تصد رائع من الحارس عسلة الذي كان يقضا وجنب فريقه الأضرار. وقد كشف هذا الشوط الأول، عن تمسك المدرب الوهراني الإيطالي جيوفاني سوليناس بنفس أسلوب التكتيك الذي يداوم على تطبيقه منذ إنطلاق البطولة، والذي يعتمد على ثلاثة مهاجمين انطلاقا من نظرته بضرورة تعاطي تشكيلته للنهج الهجومي سواء لعبت داخل الديار أو خارجها، لكنه فشل في هذه الخرجة أمام شبيبة قبائلية قوية، ومحفزة جدا لإحراز أول انتصار لها بملعبها، أول نوفمبر، في بداية هذا الموسم الكروي، وبالتالي العودة إلى نغمة الانتصارات أمام الغريم الوهراني، إذ يعود آخر فوز لها أمامه إلى موسم 2010-2011 وبنتيجة هدف لصفر، فتعليمات سوليناس للاعبيه بتوخي الحيطة والحذر، وفرض مراقبة لصيقة على مصادر خطورة الفريق القبائلي، والتي قال إنه استنتجها من خلال دراسته لطريقة لعبه، انهارت أمام الرغبة القوية ”للكناري”، الذي ولتحقيقها وفك شفرة دفاع المولودية، اعتمد المدرب آيت حودي على كامل مفاتيح لعب فريقه المتمثلة في عواج، يسلي، ماضي، مساعدية والكاميروني إيبوسي، وهذان اللاعبان الأخيران يعدان القوة الضاربة للفريق القبائلي، لأنهما يملكان قدرات بدنية وفنية جيدة، تمكنهما من صنع الخطر على أي دفاع، وبالتالي إحداث الفارق لمصلحة فريقهما، وكان الأمر كذلك أول أمس، وحتى وإن فشل مساعدية في هزّ الشباك الوهرانية، فقد تكفل بها بديله بزيوان في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، وكان ذلك تغييرا ناجحا، ونظرة صائبة من آيت جودي الذي أبقت تعليماته أشباله على استعداد دائم لترويض نظرائهم ”الحمراوة” في الشوط الثاني، وبالتالي نيل النقاط الثلاث، رغم بعض الخطورة التي صنعها نساخ في الدقيقة ال55، والتي شهدت ارتطام قذفته القوية بالقائم الأيمن للحارس عسلة، وبوعيشة في الدقيقة 76 بعد تنفيذه لخطأ مباشر، وكل تلك الفرص المصنوعة من قبل لاعبي المولودية، جعلت مدربهم يصرح بعد نهاية اللقاء، بأن فريقه كان قادرا على العودة بنتيجة إيجابية، لأنه وكالعادة صنع اللعب والفرص دون ترجمتها، ويكفي سوليناس فخرا أن مدرب الشببية آيت جودي اعترف بأفضلية المولودية في صنع اللعب، وأن فريقه فاز بواقعيته، وهذا هو المهم في مثل هذه اللقاءات القوية.
شهر واحد أمام جباري ومجلسه لتسوية الديون من جانب آخر، سيكون مجلس إدارة مولودية وهران مجبرا على تسديد الديون العالقة الخاصة باللاعبين الذين لجأوا إلى لجنة فك النزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، والتي قدرتها مصادر قريبة من المسيرين الوهرانيين بقرابة 4 ملاييرو500 مليون سنتيم، وذلك في أجل شهر واحد حسب البيان الذي أصدرته الرابطة المعنية بعد الاجتماع العادي لمجلس إدارتها الذي انعقد يوم الجمعة الماضي تحت رئاسة السيد محفوظ قرباج، الذي شدد (أي البيان) على ضرورة احترام الأندية المدانة لهذه المهلة والإسراع في تسوية هذه الديون وإلا ستلجأ إلى معاقبة كل مخالف لقرارها بخصم النقاط.ويعد هذا البيان بمثابة آخر دعوى للمولودية الوهرانية، وباقي الأندية التي توجد في نفس وضعيتها لاحترام قرارات لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، التي اتخذتها في اجتماعها يوم 16 أوت الفارط. وكان مجلس إدارة مولودية وهران في اجتماع سابق له، قد وافق ووقّع على محضر يتنازل فيه عن حقوق الفريق من البث التلفزيوني، ومنحة كأس الجمهورية للموسم الفارط، حتى يسوي جزءا من هذه الديون، التي ستعرقل السير الحسن للتشكيلة إن لم يعجل المجلس في القريب العاجل بوضع حد لها ولكل دين مالي يطوق عنقها.