لم ينتظر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجديد السيد عبد المالك بوضياف، طويلا للشروع في العمل الميداني، حيث أمر بإطلاق عملية تقييم وتشخيص وتصحيح معمقة للقطاع، يسعى من خلالها لرصد مختلف الاختلالات والنقائص المسجلة من ناحية تقديم الخدمات الصحية وتسيير المستشفيات والعيادات وغيرها، فضلا عن البحث في أسباب الاحتجاجات اللامتناهية التي يشهدها القطاع. وكانت بداية هذا العمل بإيفاد لجان تحقيق وتفتيش ومعاينة عبر كامل الوطن للوقوف على الوضع الحقيقي لقطاع الصحة، عادت إلى العاصمة اليوم بعد ثلاثة أيام من العمل. وكشف الوزير أن هذا العمل الذي انطلقت مرحلته الأولى، يهدف إلى الحصول على تقارير مفصلة ودقيقة وصحيحة، يتم بموجبها اتخاذ القرارات والتدابير اللازمة مع استكمال إجراءات محاسبة المتهاونين في تسيير المؤسسات الاستشفائية وتوفير الأدوية واللقاحات ووضعية الاستعجالات، وغيرها من الجوانب السلبية التي يعيشها قطاع الصحة. وأوضح المتحدث خلال دردشة صحفية مع "المساء" بمطار الجزائر الدولي على هامش مغادرة أول فوج من الحجاج نحو البقاع المقدسة، بأن صحة المواطن لا تنتظر، وأن محاسبة كل المتسببين في حرمان المواطن من حقه في العلاج، يجب أن تكون اليوم قبل غد، مشيرا إلى أنه يعتمد مبدأ بناء السياسات على الميدان؛ لذلك فإنه لن يكتفي بتقارير إطارات الوزارة العائدين من الولايات، والتزم بأنه سيستدعي كل مدير للصحة للاستماع إليه على انفراد، للوقوف على كل النقائص والأرقام ووضعية المؤسسات الاستشفائية. وقال عبد المالك بوضياف إنه يرفض أن يتلقى ملفات "كل شيء على ما يرام"، معترفا بأنه كان رجل ميدان عندما كان واليا لوهران، وأنه صديق الصحفيين بفضل التواصل معهم لتحقيق النتائج المرجوّة. والتزم بوضياف بإشراك وسائل الإعلام في كل نشاطات ولقاءات الوزارة، بما فيها تلك التي تُعقد مع النقابات، مضيفا أنه متفتح على الآخر ولا يحبّذ العمل بمفرده. وكشف المسؤول الجديد على قطاع الصحة، عن لقاء سيُعقد خلال الأسبوع المقبل لدراسة مختلف جوانب القطاع وملفاته، لاسيما ملف وفرة الأدوية والاستعجالات ووضعية المستشفيات والمراكز الصحية الجوارية، مجسدا ما ورد عنه بأنه رجل ميدان وتحاور طيلة المهام التي تَقلّدها خلال السنوات الأخيرة، علما أنه متحصل على شهادة عليا في العلوم السياسية فرع تنظيمات إدارية، وشغل عدة مناصب بالدولة، من بينها منصب والٍ منتدب بالمقاطعتين الإداريتين لكل من الشراڤة وبئر مراد رايس، ثم والٍ لكل من غرداية، قسنطينة وأخيرا وهران.