ينتظر أن يلتقي قرابة 200 رئيس دولة وحكومة في مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك يوم غد، في إطار أشغال الجمعية العامة الأممية الثامنة والستين، ضمن أكبر تجمع لقادة دول العالم لبحث مختلف القضايا المطروحة ومشاكل الراهن الدولي. وإذا كانت أشغال الجمعية الأممية انطلقت الثلاثاء الماضي بشكل رسمي، إلا أن الأسبوع الجاري سيكون حاسما في هذا المنتدى العالمي، الذي يجمع كل عام قادة الدول لبحث أهم الملفات الساخنة على الساحة الدولية، وخاصة بؤر التوتر في مختلف مناطق العالم والسبيل إلى تسويتها. وذكرت مصادر أممية، أن الأمين العام الأممي بان كي مون سيركز بشكل خاص خلال هذا العرس السنوي الذي يشارك فيه 131 رئيس دولة وحكومة و60 وزير خارجية، من أجل حث المجموعة الدولية لرفع التحدي الذي فرضته الأزمة السورية لأكثر من عامين، سواء من حيث تبعاتها أو ضحاياها وأعداد اللاجئين الذين أرغمتهم على مغادرة بلادهم مكرهين. ولأجل ذلك، فإن بان كي مون سيلتقي بوزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي هذا الأربعاء، على أن يلتقي يوم السبت بوزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري، بحضور الموفد الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، على أمل التوصل معهما إلى تحديد تاريخ لعقد ندوة جنيف الثانية حول سوريا الشهر القادم لوضع حد لمأساة طالت. وبالإضافة إلى الأزمة المستفحلة في هذا البلد، فإن البرنامج النووي الإيراني سيكون أيضا في صلب الاتصالات والاجتماعات في الجمعية العامة، وخاصة على ضوء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ونفيه كل رغبة لبلاده في امتلاك القنبلة النووية رافضا الاتهامات الغربية، مؤكدا إلى نقيض ذلك بأنه يريد إقامة علاقات ودية مع كل دول المنطقة. ولأجل ذلك، فإن كل العالم ينتظر مضمون الخطاب الذي سيلقيه بعد ظهر يوم غد أمام أعضاء الجمعية العامة لمعرفة حقيقة مواقفه، وما إذا كانت تحمل جديدا مقارنة بسابقه الرئيس محمود احمدي نجاد. يذكر، أن الرئيسين الأمريكي والفرنسي باراك أوباما وفرانسوا هولاند سيلقيان قبل ذلك خطابين ينتظر أن يحظيا بالاهتمام أيضا، كونهما سيتطرقان إلى مختلف القضايا التي تشغل المجموعة الدولية، بحكم أن الولاياتالمتحدة وفرنسا ضالعتين في معظم هذه الأحداث من العراق إلى أفغانستان إلى ليبيا إلى مالي ومرورا بسوريا ووصولا إلى إيران والشرق الأوسط. يذكر، أن المؤشرات الإيجابية التي ينتظر أن يحملها خطاب الرئيس الإيراني، ستكون محل نقاش نهار الخميس في اجتماع سيخصصه وزراء خارجية دول مجموعة الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا لملف البرنامج النووي الإيراني. وهو الاجتماع الذي يسبق عقد قمة محتملة بين الرئيسين باراك أوباما وحسن روحاني، بعد أن تأكد عقد القمة بين هذا الأخير والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم غد الثلاثاء.