شكل الملف النووي الإيراني محور الكلمة التي ألقاها، أمس، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووجه الرئيس الأمريكي تحذيرا شديد اللهجة لإيران، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ”ستفعل ما يتعين عليها” أن تفعله لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، كما دعا زعماء العالم إلى الاتحاد في مواجهة الهجمات التي تعرضت لها بعثات دبلوماسية أمريكية في دول إسلامية. وفي خطابه السنوي أمام الجمعية العامة، أبلغ أوباما إيران أنه مازال هناك وقت لحل دبلوماسي للنزاع حول برنامجها النووي، لكنه استطرد أن ”الوقت ليس لأجل غير مسمى”، مؤكدا على أن واشنطن لن تقبل أبدًا فكرة إمكانية ”احتواء” إيران نووية. في سياق آخ، أوضح أوبانا أن بلاده لا تعتبر الهجمات التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين والتي أدت إلى مقتل السفير الأمريكي في بنغازي مجرد اعتداء على أمريكا، بل هي أيضا اعتداء على المبادئ التي قامت عليها الأممالمتحدة. في الأثناء، لا يزال حلم إقامة الدولة الفلسطيني معلقا بين تداعيات الأزمات السياسية والأمنية التي يشهدها العالم العربي، ولا يحلم الفلسطينيون اليوم إلا بدولة غير عضوه في الأممالمتحدة بعدما أصبح الاعتراف بقيام دولة فلسطين أمرا شبه مستحيل أمام تعنت حلفاء إسرائيل، وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعد عام من تقديم الطلب التاريخي لعضوية دولة فلسطين، يعود الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأممالمتحدة مع مطلب أبسط هذا العام وهو الحصول على مكانة دولة غير عضو في الجمعية العامة. فلسطين.. حلم الدولة غير العضوة وستبدأ حملة لرفع وضع فلسطين من مراقب إلى دولة غير عضو في الجمعية العامة فور القاء ابو مازن خطابه في الأممالمتحدة، بعد غد، حسب ما أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات قائلا في تصريحات إعلامية: ”نريد أن نعيد وضع فلسطين على الخارطة إلى حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية مع دعم من 150 إلى 170 دولة” من أصل 194 دولة عضوا في الأممالمتحدة. ولم يتخل المسؤولون الفلسطينيون عن طلب العضوية الكاملة لفلسطين، ولكنهم تراجعوا عن طلب تصويت من مجلس الأمن بسبب عدم حصولهم على الغالبية المطلوبة من تسعة أصوات. وفي غضون عام واحد، شهد عباس على تراجع في بعض نقاط القوة الرئيسية في الطلب، من ترحيب المجتمع الدولي ببناء المؤسسات أو المصالحة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، ولذلك أصبح خيار طلب دولة غير عضو الذي كان ثانويا هو الخيار الأكثر جدية. لا حلول قوية مرتقبة للأزمة السورية ودفع لجوء روسيا والصين إلى رفع حق الفيتو 3 مرات في مجلس الأمن ضد مشروعات ضد جميع القرارات التي تدين النظام السوري، أو تهدد بفرض عقوبات على دمشقبالأممالمتحدة، إلى التركيز على العديد من الملفات الإقليمية من السودان ومالي لحفظ ماء وجه الدورة ال67 للأمم المتحدة، خصوصا بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهت لها في التأخر في وضع حل عملي لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، وهو ما دفع بالأممالمتحدة هذه المرة لمناقشة الأزمة السورية في كواليس الجمعية العامة عبر اللقاءات الثنائية بين الزعماء ورؤساء الحكومات التي ستعقد على هامش الاجتماعات، خصوصا وأن مجلس الأمن يعتبر الهيئة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة القادرة على فرض عقوبات وتفويض العمل العسكري. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أكد قبل أيام على أن ملف الأزمة السورية يحتل الأولوية في جدول أعماله، في إشارة إلى اللقاءات الثنائية التي سيعقدها مع رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء الذين سيشاركون في أعمال الدورة السنوية ال67 للجمعية العامة. مشيرا في تصريحات سابقة إلى أن الصراع السوري الذي أودى بحياة نحو 29 ألف شخص وآلاف اللاجئين ينبغي أن يكون حاضرًا في هذا المحفل الدبلوماسي الكبير، موضحا أنه ما من اجتماع رفيع المستوى سيتم تخصيصه بنيويورك لبحث الأزمة السورية.