يعكس الأسبوع الثقافي الفنزويلي الذي تحتضنه الجزائر من 29 سبتمبر إلى 5 أكتوبر القادم، مستوى العلاقات المميزة بين البلدين، والتي زادت من مكانتها الاتفاقيات الثنائية خاصة في المجال الثقافي، والتي من شأنها تعزيز مستوى التعاون والتبادل بشكل مستمر ومثمر. التظاهرة ستسمح للجمهور باكتشاف هذا البلد الذي له علاقات عريقة مع الجزائر. الفعاليات ستقام بحصن 23 (قصر الرياس)، وتشمل ضمن برنامجها معرضين؛ الأول في التصوير الفوتوغرافي الخاص بالفنانة الفنزويلية (من أصول عربية) ليلى صعب، والمعرض الثاني خاص بالصناعات التقليدية الفنزيولية. فيما يتعلق بالفن السابع سيكتشف الجمهور آخر إنتاجات السينما الفنزويلية، منها فيلمان طويلان وفيلم وثائقي. بالنسبة للموسيقى فحضورها قوي ومطلوب من الجمهور، خاصة في نوع “اللاتينو- أمريكي”، مع التفاتة متميزة من فرقة “راباتينا”. حسب البرنامج المعلن من طرف الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، فإن الفعاليات ستكون حافلة ومتنوعة ابتداء من المعرض التقليدي بقصر رياس البحر إلى معرض ليلى صعب، الذي يخصَّص كله تقريبا لموضوع المرأة، إضافة إلى ورشات التصوير التي ستنظمها “اِحكي لي جماعتك”، وذلك من 29 إلى 30 سبتمبر بدار عبد اللطيف. وستعمل ليلى على ترسيخ فكرة الخطاب المرئي وعلاقتها بالواقع، وبالبساطة تعتبر ذلك قوة الفن الحقيقية. عنوان الورشة هو تجسيد وتدعيم لمشاعر الهوية عند كل الشعوب؛ من خلال رؤى فردية وبوسائل يومية كالأعمال اليومية المنزلية، المدرسة، الشغل، في أوقات الترفيه، وكلها حالات تحفظ الهوية والخصوصية والتاريخ. إن التصوير حسب ليلى صعب هو تسجيل لمدى تقدم الفرد والجماعة والأمة، كما يُظهر وسائل ذلك التقدم حتى تكون درسا ومنهاجا للأجيال القادمة، خاصة في مجال حفظ الهوية والتاريخ والأفكار أيضا، وبالتالي تثمينها.
الورشة مفتوحة للجميع فرقة “راباتينا” ستضرب موعدها مع الجمهور مساء 30 سبتمبر بقصر الثقافة مفدي زكريا، ويوم 3 أكتوبر بنادي الإذاعة الوطنية، ابتداء من السابعة والنصف مساء. تتميز الفرقة بطابعها الشعبي الفنزويلي الأصيل. اشتغلت طوال مسيرتها على إحياء التراث، خاصة الذي يتعرض للاندثار، كما تقدم الفرقة مقاطع من تلحينها ذات طابع لاتيني - أمريكي. أُنشئت الفرقة في كراكاس عام 2009 بأعضائها الشباب المحترفين، الذين قدّموا تراث بلادهم للعالم. على هامش الحفلات ستقيم الفرقة ورشة خاصة بالآلات الموسيقية يوم 5 أكتوبر، وذلك بالمعهد العالي للموسيقى بالعاصمة، ينشّطها جيسوس ڤوستافو ودورا في الماندولين والقيثارة والناي وغيرها، مع التركيز على تاريخ هذه الآلات ومدى علاقتها بالموسيقى العربية، وكذا التعريف بالموسيقى الفنزويلية العريقة. كما سيشارك في الورشة موسيقيون جزائريون يعرضون الموسيقى الجزائرية كي تخرج الورشة بمنتوج موسيقي واحد، يُبرز مدى قوة الموسيقى وتجاوزها لحاجز الحدود. البرنامج السينمائي سيُعرض بالسينماتيك ابتداء من أكتوبر بعرض فيلم “ميراندا تعود”، الذي أُنتج سنة 2007. تروي قصة الفيلم مغامرة صحفي شاب يندمج بسرية في خلية ميراندا في سجن كراكاس في 10 جويلية 1816، يسعى الصحفي للحصول على لقاء مع هذه الشخصية الوطنية لنشرها في مجلة مناهضة للاستعمار، وبعد جهد يحصل ذلك، ليبدأ رصيد حياة بطل فنزويلي. الفيلم الثاني يُعرض في اليوم الموالي، وهو وثائقي بعنوان “عندما سجلت البوصلة الجنوب” (إنتاج 2008). يطرح الفيلم تاريخ المقاومة في أمريكا اللاتينية، وبالتحديد في فنزويلا؛ إذ أن هجمات الاستعمار لم تهدأ يوما ابتداء من الاستعمار الأوروبي الأول، ثم من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية مع رصد أطوار المقاومة حتى الاستقلال التام. الفيلم الوثائق الثاني عنوانه “أورينوكو” (2008)، يحكي قصة اكتشاف الأوروبيين ابتداء من كريستوف كولومب إلى المغامرين والتجار وعلماء الطبيعة، وصولا إلى اكتشاف منبع الوادي سنة 1951. فيلم طويل آخر سيُعرض في 5 أكتوبر، عنوانه “حب الكلاب” (2008)، يروي قصة إنسانية تجمع بين شخصين مسنَّين أنهكتهما الحياة بكلب وفيّ، كان بمثابة السند لهما.