يعود مدرب المنتخب الوطني لكرة اليد، السيد رضا زقيلي، من خلال هذا الحوار ل ”المساء”، إلى ما حفزه لقبول هذا المنصب، رغم المشاكل العديدة التي عاشتها هذه الرياضة والرهان القادم بالمشاركة في كأس إفريقيا التي ستنظم في الجزائر، مؤكدا أنه وضع المصلحة الوطنية قبل أي شيء، معترفا بصعوبة المهمة التي تنتظره على رأس العارضة الفنية للخضر، مشيرا إلى ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل إعادة كرة اليد الجزائرية إلى مصاف الكبار. تم تعيينك مؤخرا على رأس العارضة الفنية لمنتخب كرة اليد، كيف يمكنك التعليق على ذلك؟ أظن أن في هذه المرحلة، من الصعب على أي كان أن يشرف على الفريق الوطني لكرة اليد، في ظل الظروف التي تعيشها هذه الرياضة على العموم، إضافة إلى تنظيم كأس أمم إفريقيا في الجزائر، من أجل المصلحة الوطنية، لا يمكن قول لا، كما أن ذلك شرف كبير بالنسبة لأي مدرب، وبالمناسبة، أشكر كل الذين وضعوا فيّ الثقة، ولن أدخر جهدا من أجل تشريف كرة اليد الجزائرية وتشريف تواجدي على رأس المنتخب الوطني.
المسؤولية ستكون كبيرة والمهمة معقدة، أليس كذلك؟ أنا واع جدا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، لكن لا يمكن رفض أي شيء من أجل مصلحة الجزائر، حتى وإن رفضت أنا، سيأتي شخص آخر لن يقول لا، كما أعترف بأن المهمة لن تكون سهلة، لكن خدمة للمصلحة الوطنية كل شيء سيهون، سنضحي من أجل رفع العلم الوطني عاليا.
كأس إفريقيا للأمم بداية السنة المقبلة، هل سيكون هدفك فيها التتويج باللقب؟ أقول بأن ثمة أهدافا عديدة من خلال مشاركتنا في هذه المنافسة القارية، أولا لم نلعب منذ مدة وكانت هناك مشاكل في كرة اليد، سنحاول الذهاب بعيدا في هذه الكأس القارية، ولم لا الفوز باللقب، فلا وجود لمدرب لا يرغب في الذهاب إلى النهائي والتتويج بالكأس، نحن نتمنى ذلك وسنحاول أن نعيد جمع عائلة كرة اليد التي تشتت، ومن خلالكم، أوجه نداء لكل التقنيين والمسيرين لوضع اليد في اليد من أجل النهوض من جديد بهذه الرياضة، علينا أن ننسى كل المشاكل الماضية والتفكير فقط في المصلحة الوطنية.
لا يفصلنا عن انطلاق فعاليات كأس أمم إفريقيا الكثير، ألا تظن بأن الوقت لن يكون كافيا لتحضير المنتخب لهذا الموعد الهام؟ صراحة، إذا قلنا هذا الكلام سيعتبرون أننا نتهرب من المسؤولية، أظن أن الأمور ستكون صعبة من كل الجوانب، ليس فقط من جانب تحضير المنتخب الوطني، فالمهمة لن تكون سهلة من ناحية التنظيم وعدة أمور أخرى، لكن علينا في الطاقم الفني أن نعمل المستحيل من أجل تكوين مجموعة ”كومندوس”، تحسبا لهذه المنافسة القارية لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل. المدرب لا يمكنه القيام بأي شيء بمفرده، لابد من تضافر جهود الجميع لتحقيق أهدافنا.
قبل هذا الموعد، ما هو البرنامج الذي سطرته لتحضير المنتخب الوطني ليكون مستعدا له؟ حاولنا استدعاء 26 لاعبا على الأقل، منهم 8 لاعبين محترفين في فرنسا، أتمنى أن يساعدونا، وخلال التربص الذي سنجريه، سنحاول تقييم اللاعبين واختيار المجموعة التي ستمثل الجزائر أحسن تمثيل.
فيما يخص قضية اللاعب سلاحجي، هل سيتمكن من العودة إلى الفريق الوطني؟ بالنسبة لي، ليست هناك أي قضية اسمها سلاحجي، فهذا الأخير لاعب يملك مستوى عاليا ومثل الجزائر أحسن تمثيل في البطولة العالمية والبطولة الإفريقية، أنا كمدرب أحتاج إليه والجزائر أيضا ستكون بحاجة إليه، فكل لاعب يمكنه تقديم أي شيء للفريق الوطني سنكون بحاجة إليه، سنتكلم معه، وأظن أنه من أجل المصلحة الوطني لا يمكن لأي كان أن يرفض، ولا أظن أن تكون هناك صعوبة لالتحاق مالك سلاحجي بالفريق الوطني.
لقد بدأت العمل في الفريق الوطني منذ أيام، هل أمضيت على عقدك مع الاتحادية؟ صراحة ، لم أتفاوض على أي شيء لحد الآن مع الاتحادية، فعندما تعلق الأمر بالمصلحة الوطنية لم أفكر في أي شيء، ولم أتحدث لا على العقد ولا أي شيء آخر، هدفنا أنه تنتظرنا ثلاثة أشهر صعبة لابد أن نسيرها كما ينبغي، وبعد كأس إفريقيا ستتضح الأمور، المهم في الوقت الحالي هو تشريف الجزائر.
بالنسبة لفريقك المجمع البترولي، من سيشرف عليه الآن؟ هناك طاقم فني فيه مدرب مساعد ومدرب للحراس، طاقمنا موسع، وما دام أن البطولة ستتوقف، فإنه لن يكون هناك أي مشكل.
هل من تعليق على انسحاب المجمع البترولي من كأس إفريقيا للأندية التي جرت في المغرب؟ نحن كرياضيين، لا نريد الدخول في أمور لا تخصنا، من جهتنا تكلمنا مع مسؤولينا (رئيس المجمع البترولي) الذي كلم الوزارة التي اتخذت قرار الانسحاب، وقد تكلمنا مع اللاعبين، ونحن مع قرار بلدنا، وقبل كل شيء لم نذهب للمشاركة من أجل تمثيل النادي، بل من أجل تمثيل الجزائر، ولن تؤثر علينا هذه البطولة، فهناك بطولات أخرى عربية وإفريقية ستعوض هذه الدورة.
ألا تخشون من تداعيات ذلك، بتسليط عقوبات عليكم تمنعكم من المشاركة في مثل هذه الدورات؟ أكيد ستكون هناك عقوبات من قبل الهيئة الإفريقية، ربما مالية ورياضية، لكننا تكلمنا مع رئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة اليد، وهو متفائل حتى لا تسلط علينا عقوبات قاسية، فنحن شركاء منذ عدة سنوات مع الاتحادية الإفريقية من خلال مشاركاتنا المختلفة، حيث مثلنا الكرة الجزائرية أحسن تمثيل والكرة الإفريقية أيضا، كما كنا أحسن فريق في إفريقيا، فقد فزنا بتعسة كؤوس، ورئيس الكونفدرالية واع بكل ما حدث، وأظن أنه لن تكون هناك عقوبات كبيرة خاصة الرياضية منها، وهذا ما نتمناه.